المشاركات

حلم الكتابة

المنبر 19 مارس , 2016 حلم الكتابة طلال سالم الصابري يحلم كثيرون من الذين أعرفهم بالكتابة والتعبير للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إصدار كتاب، ولكنهم أيضاً لا يملكون القوة اللازمة والصبر الكافيين لتحقيق هذا المنجز. إن الكتابة قبل أن تكون كتابة هي القراءة، فالذي لا يقرأ لا يمكنه أن يبدأ من الفراغ، إلا إذا أراد أن يكتب فراغاً كما هو الحال في الكثير من الكتب. فالطريق يبدأ بخطوة، نعم .. لكن الجادين وحدهم هم الذين يستمرون ويعملون عملاً حقيقياً على إثراء التجربة، وإثراء الإنسانية برؤية مختلفة للحياة تجعلها أفضل. لا أسهل من طباعة كتاب في وقتنا الحاضر، ولكن طباعة كتاب يترك أثراً هو الأصعب، وصحيح أن الأمر متاح للجميع، لكن التغلب على النفس والرغبة الحقيقية وإيجاد الوقت والانضباط ليس بالأمر السهل. وإن قوة الإنسان الحقيقية كما قيل هي في توجيه فكره التوجيه الصحيح الذي يصل به إلى الأهداف التي يريدها، وكثير من الكتاب والشعراء والأدباء كانوا في هذا المجال لأهداف لم يجدوها فيه وقرروا الانسحاب والتفرغ لأشياء أخرى كالوظائف وإدارة الأعمال وغيرها. وتبقى الكتابة هي الحلم الذي يحلم به حتى الكاتب المح

عصافير الأقفاص

المنبر 12 مارس , 2016 عصافير الأقفاص طلال سالم الصابري يعتبر الكناري أحد عصافير الأقفاص حيث إن ذلك الطائر الأصفر الجميل البديع الصوت والتغريد يختلف عن الطيور الأخرى كالبلبل مثلاً، حيث إنه يمكنك أن ترى بلبلاً خارج القفص أو على النخلة، ولكن لا يمكنك رؤية الكناري طائراً في الخارج ليس لندرته إنما لأنه طائر أقفاص، فعبر الزمن تم تدجين هذا الطائر البري الذي كان يعيش في الغابة ليتكاثر في الأقفاص فقط، فهو يكبر ويترعرع بها ولا يمكنه الاعتماد على نفسه في إيجاد طعامه أو حتى المحاولة، وعلى الأغلب فإنه يموت لعدم قدرته على الاعتماد على نفسه. والمفارقة أن الطيور البرية قد تفضل الموت على أن تتآلف مع الأقفاص، وإن صادف وأن أمسكت بطائر بري فإنه أمام مصير حتمي لأن يقتل نفسه في المحاولة في الهروب من القفص أو التآلف الصعب، ولكنني أضمن لك أن يظل هذا الطائر صامتاً حتى وإن كان مغرداً في طبيعته في الفضاء. هل نشابه نحن طيور الأقفاص يا ترى؟ هل تعلمنا أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، وأننا لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا؟ كيف يواجه الحياة من لا يعتمد على نفسه؟ وهل التغريد على الشجرة في البعيد أجمل والأجنحة طل

ثلاثة أقدام من الذهب

المنبر 05 مارس , 2016 ثلاثة أقدام من الذهب طلال سالم الصابري يذكر نابوليون هيل قصة شهيرة في كتابه الذي استغرقت كتابته عشرين سنة بإلهام من أندرو كارنيجي، هذه القصة تحكي عن حمى البحث عن الذهب في أمريكا في فترة سابقة، وتقول إن شخصاً اشترى أرضاً واشترى معدات التنقيب وبدأ بالحفر بحثاً عن الذهب، وبعد رحلة مضنية قرر فقد الأمل وتوقف ثم قرر الانسحاب. أحد العمال الذين عملوا معه قرر أن يشتري منه هذه الفرصة بثمن قليل فوافق، ثم استعان العامل بخبير ليدله على مكان الذهب، فكان التقرير الصادم هو أن الحفر توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام، وفعلاً باشر العامل الحفر، فوجد من الذهب ما يكفيه وما يغطي تكاليفه. وهنا نخشى دائماً أن يتوقف المجدون قبل الذهب بثلاثة أقدام، ولك أن تتخيل «الذهب» ما تشاء من حياة وسعادة ونجاح وشهادة ومنصب. ويقال في تتمة القصة أن الرجل الذي قرر الانسحاب بدأ في رحلة جديدة في البحث عن عمل، فعمل في إحدى شركات التأمين، وكان حاجزه الدائم عدم موافقة الزبائن على الشراء. فقرر أن يتعلم من الدرس، وألا يتوقف عن السعي مهما كان حجم العوائق وحجم اللاءات التي تصادفه في الطريق. وفعلاً في فترة و

سنوات في هباء العطاء

المنبر 27 فبراير , 2016 سنوات في هباء العطاء طلال سالم الصابري الغريب أن الانغماس في العطاء للعطاء، والعطاء من أجمل المعنى والمؤسسة والحياة قد يُستغل استغلالاً كبيراً من قبل المتسلقين، فهؤلاء الناس اعتادوا امتصاص دماء المعطين كالطفيليات تماماً، والأغرب وجودهم في الكثير من المجالات المختلفة، فهم يشعرون الإنسان المعطي أنهم أصحاب فضل، وأنهم لا يستغلونه بل يعطونه فرصة يثبت فيها نفسه وأنه يعطي من أجل قيمة كبرى، ولا يترددون في استغلال المعنى الكبير كالإنسانية والشعر والثقافة لاستغلال عطاء الناس، بينما هم في المقابل ليسوا مستعدين للعطاء بلا مقابل، والأسوأ من ذلك استغلالهم للمعاني السامية في الوصول للمناصب والإعلام والمال وغيرها مما يحقق أهدافهم الشخصية الواضحة لهم، والتي لا يمكن للإنسان المتعامل معهم اكتشافها بسهولة. إن السنوات في العمل المؤسسي والتطوعي كفيلة باكتشاف هؤلاء والتصدي لهم بوضع قيمة معنوية ومادية للعطاء، ذلك أن القيمة التي لا تضعها أنت تصبح مهدورة من قبل كل من لا يستحقها ولا يقدرها وبالتالي تبدأ في تركيز طاقتك وأهدافك فيما يستحق، وما يضعك على طريق، ومسألة التضحيات في

ألف عنوان وعنوان

المنبر 20 فبراير , 2016 ألف عنوان وعنوان طلال سالم الصابري في الأسبوع الماضي أطلقت ثقافة بلا حدود مشروعاً مهماً في تاريخ النشر في الإمارات، وهو مشروع ألف عنوان وعنوان، ويأتي هذا المشروع انطلاقاً من فكر نير يمتد من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتنفيذاً من سمو الشيخة بدور القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات. وقد تبين الفكر التكاملي من خلال وجود وزارة الثقافة وتنمية المعرفة .. ومؤسسات من القطاع الخاص، الأمر الذي يبشر بخير، ويعيد للكتاب الإماراتي رؤية جديدة تتلخص في تشجيع الكاتب واعتبار النتاج المعرفي والثقافي جزءاً من هويتنا، وأن التنافسية لم تحرمنا التعاون في سبيل الارتقاء بالثقافة وتحريك حركة النشر التي ما زالت تتكئ على جهود فردية تحتاج يد العون في التوجيه والاستمرار، ولا تحتاج إلى المنافسة من قبل المؤسسة. ولجأت بعض المؤسسات إلى منافستها بدلاً من استخدامها والبناء على ما تراكم من جهد جبار في خدمة النشر منذ تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين بأيادٍ سعت حقاً للنهوض بهـذه الصناعة، ووضع

هل تعيش في عالمنا؟

المنبر 13 فبراير , 2016 هل تعيش في عالمنا؟ طلال سالم الصابري حين تبدأ بالكتابة عن الإيجابية والتفاؤل والسعادة باستمرار تأتي إليك الانتقادات الغريبة، ويبدأ البعض في التشكيك في العالم الذي تعيش فيه أنت، متناسين أن الإنسان يملك القدرة على رؤية ما يشاء من هذا العالم. لنتذكر دائماً أن هذه الحياة هي ما نتلقاه من خلال حواسنا، وأننا نستطيع أن نختار ما نراه، وعليه فإننا نرى ما نريد من كل شيء، وإن التلقي وتدريب الحواس على رؤية شيء ما يجعل الأمر تلقائياً، حتى إن الإنسان يملك أن يلغي كل الأشياء التي لا يريدها من حياته بأن يدرب نفسه على ذلك، ويستمر في هذا التدريب، فتراه بعد مدة من الزمن لا يرى إلا ما يشاء. إن القدرة على الاختيار بيد الإنسان دائماً، فكما يقال إن الإنسان يستطيع إذا آمن أنه يستطيع، وإن القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تؤمن بأنها توجه القدرات من خلال توجه عام يرسم خططاً إيجابية تغير تفكير الفرد والمؤسسة، وتوجهه إلى ما يخدم الصالح العام والإنسانية، انطلاقاً من الذات وصولاً إلى المجتمع .. فالعالم، وتؤمن بأنها تخلق أنموذجاً إبداعياً يصعب في بداية الأمر فهمه، خصو

على أطلال الحاضر

المنبر 06 فبراير , 2016 على أطلال الحاضر طلال سالم الصابري كنا نعيب في الماضي البكاء على الأطلال، ونعتبر القصائد التي تتغنى بالأطلال في وقتنا الحاضر لا تعيش في عصرها، ولو تأملنا مسألة البكاء على الأطلال لوجدنا أنها كانت بنت عصرها، وأن الشعراء في ذلك الزمن كانوا يعيشون في زمنهم، ويصفونه بكل ما يملكون من خيال وحس. ولكن ما لا يتقبله عصرنا الحاضر هو أن الكثير لا يملك أن يواكب التطور ويعيش في الزمن الحاضر، وبالتالي تراه دائماً يبكي على الزمن الماضي سواء كان في الأدب أو الفكر أو حتى مواكبة الحياة اليومية، فهو يعيش في الزمن الماضي رغم الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثورة التي تحيط به .. تراه لا يرى النجوم التي أمامه، لكنه يرى ما هو خلفه دائماً وما هو أسفل قدميه. هذه الفئة للأسف هي حجر العثرة أمام التطور والتقدم، تراها في كل مكان وفي كل عصر، لا يمكنها مواكبة المعطيات والتعامل معها بعقلية منطقية، والغريب أن تجد الكثير من بكاة الأطلال يسهمون مساهمة كبيرة في تخلف مؤسسات بأكملها إذا كان منصبها كبيراً في هذه المؤسسة أو تلك. إن عصرنا لا يحتمل البكاء على الأطلال، فهو عصر التألق والسباق ال