على لحنٍ


على لحنٍ


أُلقي عصايَ وهذا اللحن يسرقني
والأمنياتُ بروحي حين تعصفني

وينثر الوردُ آمالي بلا وطنٍ
ويزرعُ الحبُ من أحشائه زمني

ألوّحُ الآن للأشياء ذي لغتي
مكسورةُ القلبِ تاهتْ في لظى شجني

لا شعرَ لي في حنيني بعضُ أحْرفِهِ
تًفنى بدربي وهذا الدربُ يسكبني

وحدي وسطوةُ عمري ألفُ أمنيةٍ
يأتي بها الذكرُ حين الذكرُ يسحرني

أجوبُ هذي العيونُ الناظراتِ هوىً
يتوه في الروحِ والمعنى يشتتني

هذا أنا غربةٌ تترى ولا لغةٌ
تعيد ترتيب أحلامي لأعرفني

هذا أنا ألف معنىً لا يراودني
وينشد الناسُ إفصاحي .. وأنكرني

أتيت درباً طواه المستحيل سناً
وعدتُ أذرف وصلاً لا يرددني

أتيت بعضي كتابٌ لا حروف به
وبعضه البحر دفّاقاً به شجني

و رحتُ أولدُ صبحاً ليس يجهله
سفْرٌ من الضوءِ في الألحان يرسمني

و ها أنا في نشيدي ألف قافيةٍ
غريبةٍ تجهل الدنيا وتجهلني

وحيث أحيا بلا حبٍّ يظللهُ
ذاك اللقاءُ غريبٌ حين راودني

أنا هنا لستُ محتاجاً إلى قلمٍ
 لأكتبَ الحزنَ في روحٍ تبعثرني

لي ألفُ كسرٍ بوزنٍ كنتُ أجهلهُ 

وألف حرفٍ تلاشى كاد يطربني

مشتتٌ من بقايا الريح تعزفهُ
ألحانكِ السمرُ والأشلاء تقذفني

و أنتِ يا أنتِ أين الآن يا وجعاً
يأتي كطيفٍ غيابٍ حين يسألني

و أين من لون أحلامٍ بموعدنا
حكايةُ في الزهور الآن ترمقني

وأدرك العمر أنّي كنتُ أهدرهُ
في سحر عينيكِ حيناً كنتُ أهدرني

و كان في جفنك المجنون لي ولهٌ
يغفو و يعفو و ينسى حين يسرقني

و كنت كالشعر في قلبٍ بلا فرحٍ
يسامرُ الغربةَ الأولى و يحرقني

أمضي وحيداً شراعي لا جنوبَ لهُ
و حين يأتي الهوى ينأى و يكسرني

فأين أبدأ أشواقي بلا ورقٍ
وأين أعزفُ أوتاري بلا زمني

و كيف أذرفُ شعراً لا وصول به
وكيف أنسى قصيداً بات يكتبني

أتوه في هذه الدنيا يسامرني
طيفٌ قديمٌ أتى ورداً فسمّرني

أوزع الحرف في لحن ابتسامته
يوماً على النخل يوماً كنتُ أعزفني

ليذكرَ الصبحُ روحي حين أرسمُه
سحراً ليأتي مع الأنسامِ  يذكرني 



30-9-2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل