المشاركات

عرض المشاركات من 2016

حلم الكتابة

المنبر 19 مارس , 2016 حلم الكتابة طلال سالم الصابري يحلم كثيرون من الذين أعرفهم بالكتابة والتعبير للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إصدار كتاب، ولكنهم أيضاً لا يملكون القوة اللازمة والصبر الكافيين لتحقيق هذا المنجز. إن الكتابة قبل أن تكون كتابة هي القراءة، فالذي لا يقرأ لا يمكنه أن يبدأ من الفراغ، إلا إذا أراد أن يكتب فراغاً كما هو الحال في الكثير من الكتب. فالطريق يبدأ بخطوة، نعم .. لكن الجادين وحدهم هم الذين يستمرون ويعملون عملاً حقيقياً على إثراء التجربة، وإثراء الإنسانية برؤية مختلفة للحياة تجعلها أفضل. لا أسهل من طباعة كتاب في وقتنا الحاضر، ولكن طباعة كتاب يترك أثراً هو الأصعب، وصحيح أن الأمر متاح للجميع، لكن التغلب على النفس والرغبة الحقيقية وإيجاد الوقت والانضباط ليس بالأمر السهل. وإن قوة الإنسان الحقيقية كما قيل هي في توجيه فكره التوجيه الصحيح الذي يصل به إلى الأهداف التي يريدها، وكثير من الكتاب والشعراء والأدباء كانوا في هذا المجال لأهداف لم يجدوها فيه وقرروا الانسحاب والتفرغ لأشياء أخرى كالوظائف وإدارة الأعمال وغيرها. وتبقى الكتابة هي الحلم الذي يحلم به حتى الكاتب المح

عصافير الأقفاص

المنبر 12 مارس , 2016 عصافير الأقفاص طلال سالم الصابري يعتبر الكناري أحد عصافير الأقفاص حيث إن ذلك الطائر الأصفر الجميل البديع الصوت والتغريد يختلف عن الطيور الأخرى كالبلبل مثلاً، حيث إنه يمكنك أن ترى بلبلاً خارج القفص أو على النخلة، ولكن لا يمكنك رؤية الكناري طائراً في الخارج ليس لندرته إنما لأنه طائر أقفاص، فعبر الزمن تم تدجين هذا الطائر البري الذي كان يعيش في الغابة ليتكاثر في الأقفاص فقط، فهو يكبر ويترعرع بها ولا يمكنه الاعتماد على نفسه في إيجاد طعامه أو حتى المحاولة، وعلى الأغلب فإنه يموت لعدم قدرته على الاعتماد على نفسه. والمفارقة أن الطيور البرية قد تفضل الموت على أن تتآلف مع الأقفاص، وإن صادف وأن أمسكت بطائر بري فإنه أمام مصير حتمي لأن يقتل نفسه في المحاولة في الهروب من القفص أو التآلف الصعب، ولكنني أضمن لك أن يظل هذا الطائر صامتاً حتى وإن كان مغرداً في طبيعته في الفضاء. هل نشابه نحن طيور الأقفاص يا ترى؟ هل تعلمنا أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، وأننا لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا؟ كيف يواجه الحياة من لا يعتمد على نفسه؟ وهل التغريد على الشجرة في البعيد أجمل والأجنحة طل

ثلاثة أقدام من الذهب

المنبر 05 مارس , 2016 ثلاثة أقدام من الذهب طلال سالم الصابري يذكر نابوليون هيل قصة شهيرة في كتابه الذي استغرقت كتابته عشرين سنة بإلهام من أندرو كارنيجي، هذه القصة تحكي عن حمى البحث عن الذهب في أمريكا في فترة سابقة، وتقول إن شخصاً اشترى أرضاً واشترى معدات التنقيب وبدأ بالحفر بحثاً عن الذهب، وبعد رحلة مضنية قرر فقد الأمل وتوقف ثم قرر الانسحاب. أحد العمال الذين عملوا معه قرر أن يشتري منه هذه الفرصة بثمن قليل فوافق، ثم استعان العامل بخبير ليدله على مكان الذهب، فكان التقرير الصادم هو أن الحفر توقف قبل الذهب بثلاثة أقدام، وفعلاً باشر العامل الحفر، فوجد من الذهب ما يكفيه وما يغطي تكاليفه. وهنا نخشى دائماً أن يتوقف المجدون قبل الذهب بثلاثة أقدام، ولك أن تتخيل «الذهب» ما تشاء من حياة وسعادة ونجاح وشهادة ومنصب. ويقال في تتمة القصة أن الرجل الذي قرر الانسحاب بدأ في رحلة جديدة في البحث عن عمل، فعمل في إحدى شركات التأمين، وكان حاجزه الدائم عدم موافقة الزبائن على الشراء. فقرر أن يتعلم من الدرس، وألا يتوقف عن السعي مهما كان حجم العوائق وحجم اللاءات التي تصادفه في الطريق. وفعلاً في فترة و

سنوات في هباء العطاء

المنبر 27 فبراير , 2016 سنوات في هباء العطاء طلال سالم الصابري الغريب أن الانغماس في العطاء للعطاء، والعطاء من أجمل المعنى والمؤسسة والحياة قد يُستغل استغلالاً كبيراً من قبل المتسلقين، فهؤلاء الناس اعتادوا امتصاص دماء المعطين كالطفيليات تماماً، والأغرب وجودهم في الكثير من المجالات المختلفة، فهم يشعرون الإنسان المعطي أنهم أصحاب فضل، وأنهم لا يستغلونه بل يعطونه فرصة يثبت فيها نفسه وأنه يعطي من أجل قيمة كبرى، ولا يترددون في استغلال المعنى الكبير كالإنسانية والشعر والثقافة لاستغلال عطاء الناس، بينما هم في المقابل ليسوا مستعدين للعطاء بلا مقابل، والأسوأ من ذلك استغلالهم للمعاني السامية في الوصول للمناصب والإعلام والمال وغيرها مما يحقق أهدافهم الشخصية الواضحة لهم، والتي لا يمكن للإنسان المتعامل معهم اكتشافها بسهولة. إن السنوات في العمل المؤسسي والتطوعي كفيلة باكتشاف هؤلاء والتصدي لهم بوضع قيمة معنوية ومادية للعطاء، ذلك أن القيمة التي لا تضعها أنت تصبح مهدورة من قبل كل من لا يستحقها ولا يقدرها وبالتالي تبدأ في تركيز طاقتك وأهدافك فيما يستحق، وما يضعك على طريق، ومسألة التضحيات في

ألف عنوان وعنوان

المنبر 20 فبراير , 2016 ألف عنوان وعنوان طلال سالم الصابري في الأسبوع الماضي أطلقت ثقافة بلا حدود مشروعاً مهماً في تاريخ النشر في الإمارات، وهو مشروع ألف عنوان وعنوان، ويأتي هذا المشروع انطلاقاً من فكر نير يمتد من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتنفيذاً من سمو الشيخة بدور القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات. وقد تبين الفكر التكاملي من خلال وجود وزارة الثقافة وتنمية المعرفة .. ومؤسسات من القطاع الخاص، الأمر الذي يبشر بخير، ويعيد للكتاب الإماراتي رؤية جديدة تتلخص في تشجيع الكاتب واعتبار النتاج المعرفي والثقافي جزءاً من هويتنا، وأن التنافسية لم تحرمنا التعاون في سبيل الارتقاء بالثقافة وتحريك حركة النشر التي ما زالت تتكئ على جهود فردية تحتاج يد العون في التوجيه والاستمرار، ولا تحتاج إلى المنافسة من قبل المؤسسة. ولجأت بعض المؤسسات إلى منافستها بدلاً من استخدامها والبناء على ما تراكم من جهد جبار في خدمة النشر منذ تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين بأيادٍ سعت حقاً للنهوض بهـذه الصناعة، ووضع

هل تعيش في عالمنا؟

المنبر 13 فبراير , 2016 هل تعيش في عالمنا؟ طلال سالم الصابري حين تبدأ بالكتابة عن الإيجابية والتفاؤل والسعادة باستمرار تأتي إليك الانتقادات الغريبة، ويبدأ البعض في التشكيك في العالم الذي تعيش فيه أنت، متناسين أن الإنسان يملك القدرة على رؤية ما يشاء من هذا العالم. لنتذكر دائماً أن هذه الحياة هي ما نتلقاه من خلال حواسنا، وأننا نستطيع أن نختار ما نراه، وعليه فإننا نرى ما نريد من كل شيء، وإن التلقي وتدريب الحواس على رؤية شيء ما يجعل الأمر تلقائياً، حتى إن الإنسان يملك أن يلغي كل الأشياء التي لا يريدها من حياته بأن يدرب نفسه على ذلك، ويستمر في هذا التدريب، فتراه بعد مدة من الزمن لا يرى إلا ما يشاء. إن القدرة على الاختيار بيد الإنسان دائماً، فكما يقال إن الإنسان يستطيع إذا آمن أنه يستطيع، وإن القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تؤمن بأنها توجه القدرات من خلال توجه عام يرسم خططاً إيجابية تغير تفكير الفرد والمؤسسة، وتوجهه إلى ما يخدم الصالح العام والإنسانية، انطلاقاً من الذات وصولاً إلى المجتمع .. فالعالم، وتؤمن بأنها تخلق أنموذجاً إبداعياً يصعب في بداية الأمر فهمه، خصو

على أطلال الحاضر

المنبر 06 فبراير , 2016 على أطلال الحاضر طلال سالم الصابري كنا نعيب في الماضي البكاء على الأطلال، ونعتبر القصائد التي تتغنى بالأطلال في وقتنا الحاضر لا تعيش في عصرها، ولو تأملنا مسألة البكاء على الأطلال لوجدنا أنها كانت بنت عصرها، وأن الشعراء في ذلك الزمن كانوا يعيشون في زمنهم، ويصفونه بكل ما يملكون من خيال وحس. ولكن ما لا يتقبله عصرنا الحاضر هو أن الكثير لا يملك أن يواكب التطور ويعيش في الزمن الحاضر، وبالتالي تراه دائماً يبكي على الزمن الماضي سواء كان في الأدب أو الفكر أو حتى مواكبة الحياة اليومية، فهو يعيش في الزمن الماضي رغم الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثورة التي تحيط به .. تراه لا يرى النجوم التي أمامه، لكنه يرى ما هو خلفه دائماً وما هو أسفل قدميه. هذه الفئة للأسف هي حجر العثرة أمام التطور والتقدم، تراها في كل مكان وفي كل عصر، لا يمكنها مواكبة المعطيات والتعامل معها بعقلية منطقية، والغريب أن تجد الكثير من بكاة الأطلال يسهمون مساهمة كبيرة في تخلف مؤسسات بأكملها إذا كان منصبها كبيراً في هذه المؤسسة أو تلك. إن عصرنا لا يحتمل البكاء على الأطلال، فهو عصر التألق والسباق ال

يحسبونه سهلاً

المنبر 30 يناير , 2016 يحسبونه سهلاً طلال سالم الصابري يظن الكثير من المبتدئين في عمل ما أنه سهل خصوصاً العمل الخاص، فعيون الناس مجبولة على رؤية ما تريد فقط وإلغاء ما لا تريد، فنحن حين نرى نجاح البعض نراه سهلاً، وقد نصفه بسهولة جداً كأن يقول أحدهم: فلان ترك وظيفته وحقق الملايين من خلال العقارات. الشاهد في الأمر أن من يصف النجاح بهذه الطريقة ويراه بسذاجة ينسى أو يجهل أو يتجاهل التعب الحقيقي والمخاطرة خلف هذا النجاح، ولا يمكنه أن يتخيل الصعوبات والعوائق التي قد تعتري أي عمل مهما كانت بساطته، وكذلك الأمر في الأدب والكتابة والشهرة كأن ينجح كتاب لكاتب ما، فيستخف به الكثير من الكتاب الذين لم يصلوا إلى هذا النجاح، وقد يسندون ذلك إلى الحظ أو إلى عائلة هذا الكاتب أو منصبه. ولا ننسى أيضاً أن تفسير النجاح ليس من شأننا أبداً لأن الإدراك الحقيقي وصل بنا إلى أن النجاح هو العمل والاستمرار والجهد، وأنه لا يوجد شخص على هذه الأرض يمكنه التنبؤ به، ولكن كل منا بإمكانه وضع الجهد والفكر والعمل والعاطفة للاستمرار، وتوقع الأفضل، والتعلم من الأخطاء البسيطة للوصول إلى الأهداف. وأعيد هنا أن استسهال

تناسخ الأفكار

المنبر 23 يناير , 2016 تناسخ الأفكار طلال سالم الصابري ليس من الضروري جداً أن تكون الفكرة جديدة لتنال حظها من القبول والنجاح، ولكن من الضروري جداً أن يعي صاحب الفكرة قوته في تطبيقها والإيمان بها بالقدر الذي يدفعها أن تكون ناجحة. فلو عدنا لبعض الأفكار مثل اليوتيوب مثلاً، لم تكن شركة يوتيوب آنذاك أول شركة تقوم على فكرة رفع الفيديو بهذه الطريقة، ولكنني أذكر موقعاً آخر بدأ في نفس الوقت وهو اليوم في عداد المواقع الميتة، والشاهد من الأمر أن نقل الأفكار في الكثير من الأحيان لا يكون نقلاً إلا إذا لم يكن هنالك تجديد حقيقي في روح الفكرة وتنفيذها والوصول بها لأبعد مما وصل إليه السابقون. يستسهل البعض تحجيم الأفكار وتصغيرها بوصفها نقلاً عن فكرة أخرى، وسواء اتفقنا أم اختلفنا في ذلك، بغض النظر عن حقوق الملكية الفكرية، فإن الكثير من الأفكار ملك وحق للجميع، وتنفيذها يقع في يد من ينفذها ورؤيته الحقيقية لهذه الفكرة، حتى إن البعض يقول إن الكثير من عبقرية الأفكار والابتكار فيها لا يكون أكثر من خمسة في المئة فقط في مساحة التغيير. لا أعتقد أننا نحتاج أن نعيد صنع العجلة كما يقولون، ولكننا نحتاج ع

الشهرة على ظهور الآخرين

المنبر 16 يناير , 2016 الشهرة على ظهور الآخرين طلال سالم الصابري لا أعرف كيف تسللت حمى الشهرة إلى قلوب الجميع فجأة، بل وأصبحت الهدف الأول للكثيرين، ناهيك عن حب المباهاة وإظهار التفاصيل اليومية للكل دون استثناء، بلا خصوصية وبلا مراعاة للمشاعر، لكن أمر الشهرة على حساب الآخرين أصبح متفشياً جداً والذي يظهر من خلال التقليد والسب أحياناً والنقد اللاذع أو حتى الدخول في الثوابت التي تربينا عليها. إن طلب الشهرة في الخير ليس أمراً سلبياً أبداً، بل إنه يؤهل من يطلبها أحياناً للوصول برسالته وكلمته إلى شريحة أكبر، وبالتالي نشر رقعة الخير إلى ما هو أبعد من المعتاد، ولكن أن أرى كاتباً معروفاً يتعرض لشاعر أو شخصية معروفة، ويخوض في اللغة العربية ولغة الشعر، وهو لا يمتلك أساسياتها وأدواتها، ولا يملك أن يتذوق الشعر، فتلك طامة كبرى. لا أستغرب هذا الأمر أبداً، فإن التاريخ الشعري مملوء بالشعراء المغمورين الذين حاولوا هجاء الشعراء الكبار على أمل أن يلتفت إليهم هذا الشاعر الكبير، ويرد على هذا الهجاء، فيصبح الشاعر المغمور محط الأنظار لأنه رد عليه. والغريب أن يصنف بعض الكتاب أنفسهم على أنهم الناطقو

البساطة والعبقرية

المنبر 09 يناير , 2016 البساطة والعبقرية طلال سالم الصابري يقال إن أي أمر معقد يحتاج عبقرية تامة من شخص عبقري ليصبح بسيطاً، وقد استطاع الكثير من الحكماء عبر التاريخ العودة للبساطة بكل ما تحمل من عبقرية، وأعني هنا البساطة في القول والعمل، تلك البساطة التي لا يمكن للكل العمل بها أو شرحها، لأنها تختلف تماما عن السطحية، فهي أيضاً توصيل الرسالة كاملة من دون نقصان ومن دون الحاجة إلى المبررات والتفسيرات الكثيرة أو الحاجة إلى الخوض فيما لا نحتاج إليه. والغريب أننا نجد الكثير من هذه البساطة العبقرية عند كبار السن مهما كانت دراستهم وشهاداتهم، لأنهم امتلكوا الكثير من البساطة العبقرية بمرور الزمن واختبار الحياة ومخالطة الناس وتجربتهم في السراء والضراء، وغالباً ما تستخف الأجيال الحديثة بهذه البساطة لتجد قوتها بعد مدة من الزمن في حكمة أو حكاية، ليصاب الجيل الحديث بالذهول من هذه الحكمة والعبقرية والتصرف أو قراءة الواقع. إن بناء التجربة اليوم أصبح عائقاً على الجيل الحديث لكثرة العوائق التي وضعها البريستيج والدلال المفرط والخوف المفرط اللذان تركا الجيل الحديث في حفرة عدم التجربة خوفاً من ا

الأعوام وإضافة قيمة كل عام

المنبر 02 يناير , 2016 الأعوام وإضافة قيمة كل عام طلال سالم الصابري الأعوام أعداد في حياتنا، والحقيقة تكمن في استثمار هذه الأعداد في العطاء، وإن البركة لا تُطرح إلا إذا خلصت النيات وصار العطاء امتداداً لفكرة ونية وحس وإيمان. فلتكن هذه السنة التي وسمتها القيادة بالقراءة أصفى وأهدى، ولتكن سنةً من تأمل وارتقاء ومعرفة وعلم وعمل تمتد مع عام الابتكار الذي نحتاج إلى ألا ينتهي فكرة وتطبيقاً، إنما هو البناء المستمر الذي لا يربطه انتهاء المدة من التفرد بالجمال واستمرار إيواء مستقبلنا الذي نخطط له الآن، ونورثه لأبنائنا. العام الجاري بدأ بالكلمة الطيبة الإيجابية، وتشجيع عجلة النمو الفكري ودفعها للأمام، وخلق القدوة التي تبدأ بنفسها في اختيار الكتب، ومشاركتها من لا يقرأ في العمل والمنزل، لكننا نحتاج إلى أن تعيد بعض المؤسسات فكرة المكتبات التي أغلقت، أو وضع أدراج للكتب والتبرع بها لتنتشر القراءة ويكون المشترك ممن يقرأ. الإمارات كغيرها من الدول التي آمنت بأن في الكتاب من الفكر ما يستحق، وأن فيه ما يمكن أن يذهب بالوطن لفكرٍ أرقى وأعمق، أو أنه يسهم في بناء عادات إيجابية في المجتمع تسهم في ع

المستقبليون

المنبر 26 ديسمبر , 2015 المستقبليون طلال سالم الصابري حضرت الأسبوع الماضي مؤتمراً يوتيوبياً عن مستقبل الاتصالات، لو فكرت في العبارة السابقة لوجدت أنه يمكن حضور مؤتمر عبر اليوتيوب ولا نحتاج أن نسافر لحضور مؤتمر، كما يمكننا الرجوع للمؤتمرات السابقة بالمجان، ولكن الذي لفت انتباهي أن المحاضر عرّف نفسه بأنه من المستقبليين، وهو مصطلح يطلق على الذين يحاولون تخيل المستقبل بعد عشر سنوات، ومن ثم وضع رؤية للحياة والقطاعات المختلفة من خلال هذه الرؤية، فالكثير من الأشياء التي لم نتخيلها يوماً أمامنا اليوم، وكثير من الأحلام أصبحت حقيقة، ذلك لأن هنالك في العالم من يتخيل المستقبل ويمضي في صنعه من خلال ترسيخه في أذهان الناس. وقد ذكر المحاضر أن الكثير مما تخيله بعض المخرجين في أفلام سابقة من تخيلات تكنولوجية، نراه اليوم ونحياه على أرض الواقع، بل إننا لا نتخيل أنفسنا في الحياة دونه. والسؤال الآن من يصنع مستقبلنا ومن يتخيله فيكون؟ وهل لكل ما حولنا دور في صناعة المستقبل؟ وهل توقُع المستقبل في كل هذه التطورات مازال بالسهولة التي كانت في السابق؟ كل هذه الأسئلة تدعونا للتأمل والتفكر الذي نحتاجه ا

من جد لم يجد

المنبر 19 ديسمبر , 2015 من جد لم يجد طلال سالم الصابري كثيرة هي الأمثال التي تعلمناها في الصغر ورددناها في الإذاعة الصباحية في طابور الصباح في المدارس، كثيرة هي الأحلام التي ترددت بها الوعود بأن نصل للقمة وللطموح وما نحن في رحلة الحياة إلا في مواجهة الواقع تلو الواقع والتعب تلو التعب حتى نصل لأن الكثير من القناعات التي توارثناها لا تجدي، والواقع مختلف جداً، وربما تصدق كلمة بيل غيتس التي يقال إنه ألقاها على طلاب الجامعة في حفل تخريجهم حين قال إن الحياة ليست عادلة كل ما عليكم هو الاعتياد على ذلك. نعم ربما الاعتياد على أن الكثير من الطيبين لا يمكنهم المطالبة بأبسط حقوقهم من ترقيات وأمور متاحة، وأن الكثير ممن لديهم الحيل والدهاء والتخطيط في كثير من البيئات الحياتية هم الأقدر على الوصول لما يريدون لأهدافهم ولأحلامهم، ليصطدم الكثير ممن مضوا في تصديق وعود الصغر بواقع لا يمكنهم التخلص منه أو تغييره، لأنهم يكتشفون أنه اختلط بجيناتهم ورؤاهم الداخلية التي أصبحت جزءاً من تكوينهم. فهم المحاربون لطواحين الهواء، العصاميون في طلب أبسط حقوقهم، المستغربون جداً من كيفية سير الحياة حين تعاكس

جمعيات النفع الخاص

لمنبر 12 ديسمبر , 2015 جمعيات النفع الخاص طلال سالم الصابري كثيراً ما يبدأ العمل التطوعي بفكرة وحماس من مجموعة تؤمن به وتبذل الكثير من وقتها في سبيل إنجاح هذا العمل، وما لبثت الفكرة أن كبرت حتى تحوّلت إلى جمعية ذات نفع عام تبدأ في إنشاء نظام أساسي وقوانين ولوائح تنظم هذا العمل التطوعي، فيتحوّل بعد فترة إلى برنامج وإعلام من المفترض أن يصب في خدمة هذا العمل التطوعي. وكثيراً ما نرى تحوّلاً غريباً وتراخياً يصيب هذا العمل التطوعي الذي تشكّل جمعية ليكون فيه ما يكون من صراعات في مجالس الإدارة واستخدام الاسم والمنصب في تحقيق مصالح شخصية تحيد عن المجال الحقيقي للجمعية. والأسوأ من ذلك تحييد الأشخاص الحقيقيين الذين قاموا بالتأسيس على أساس من الصدق، ليبدأ الكثير من المتسلقين اعتلاء المنابر وتسيّد الصفحات الإعلامية والإدلاء بالتصريحات نيابة عن الأعضاء حتى دون الرجوع إليهم، ناهيك عن تصرفات غير قانونية قد يمارسها من يمسك زمام السلطة في هذه الجمعية دون حسيب أو رقيب. نحن بحاجة ماسة إلى مراجعة قوانين جمعيات النفع العام ومحاسبة أو حتى إغلاق ما تحول منها إلى جمعيات نفع خاص، والتحرك لتحقيق إنس

التوقف عن العطاء

المنبر 28 نوفمبر , 2015 التوقف عن العطاء طلال سالم الصابري لا حدود للعطاء غير التي يقررها المرء نفسه، فالإنسان يبدأ بالأخذ في بداية طفولته من معلميه وأهله ومجتمعه إلى أن يصل مرحلة من النضج تمكنه من رد ما أخذه من علم وما تلقاه من خلال رحلته في التحصيل، تمتد هذه الرحلة في أيامنا هذه إلى أن يكمل المرء نحو أربعة وعشرين عاماً من عمره، يرسم خلالها الكثير من الأحلام والأمنيات والوعود التي يؤمن بها فتدفعه للأمام، وحين يبدأ بالعمل من خلال وظيفة أو غيرها تملأ عينه الآمال فيجد نفسه يمضي في السنوات ليشعر أن الكثير من الآمال لا تأتي وأن في الرحلة ما لم يتعلمه بعد لأنه تراكم خبرات وتجارب وفشل قاس أحياناً. بعض كبار السن الذين صادفتهم ملكوا من الحكمة أكثر مما يملكه جيلنا، فهم مروا بتجارب كثيرة وصلوا من خلالها بعد رحلة التعب إلى ما يحقق رسالتهم في الحياة، والغريب أن الكثير منا لا يصل إلى هذه الرسالة بسهولة ولكنه حين يصلها يبدأ بترك الكثير من الأشياء حتى إنه قد يفقد رغبته في الاستمرار في عمل أو وظيفة لا تحقق له رسالته. في كل تلك الرحلة لا أعتقد أن من يصل إلى رسالته فتكون واضحة أمامه قد يتوق

المثقف والراقصة

المنبر 21 نوفمبر , 2015 المثقف والراقصة طلال سالم الصابري إن دعوة شاعر لأمسية وتلبيته لهذه الدعوة أمر محرج جداً، خصوصاً أن الكثير من الشعراء لا يملكون وجوهاً تمكنهم من طلب المكافأة أو السؤال عنها، فضلاً عن أن هنالك من يعتبر نفسه صاحب فضل على الشاعر إذا دعاه إلى هذه الأمسية أياً كانت المناسبة، والغريب أن إقامة احتفالية أو نشاط غالباً ما تكلف الجهة التي تقوم بهذا النشاط مبلغاً وقدره …. من المال يصرف في الإضاءة والصوت والأكل وأشياء أخرى، ولكن يُنسى الشاعر غالباً في ذلك، وأحياناً يُنسى في وقت التكريم. لماذا يعتبر بعض من ينظم الأمسيات أنه على الشاعر الذي يقتطع من وقته ووقت عائلته وأحياناً من جهة عمله أن يأتي بالمجان ليصفق له بعض من لا يستمع للشعر؟ هذا السؤال الذي راودني فترة ليست بالقليلة، وكأنه نوع من المجاملة لتاريخ الشعر أن يأتي شاعر في المناسبة ويلقي قصيدة، هذا إن لم يتجرأ بعض الحضور على الشعر جناية فيقررون في ذلك اليوم أنهم شعراء فيحرجون أنفسهم بالإلقاء ويحرجون الحاضرين بالتصفيق. ماذا لو قرر أحد منظمي الاحتفالات أو الأمسيات الاستعانة براقصة، هل ستنحرج هذه الراقصة من طلب أج

كل معرض وطريق المستقبل بخير

المنبر 14 نوفمبر , 2015 كل معرض وطريق المستقبل بخير طلال سالم الصابري يسدل اليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب ستارته التي ضمت الناشرين والكتاب واللقاءات والتوقيعات والكتب الجديدة، وبه يفتتح موسم المعارض في الوطن العربي، وكأن هذه الكتب تنتقل من مكان إلى آخر بكل ما فيها من علم وفكر ومشاعر، والسؤال القديم المتجدد هل هناك من يقرأ؟ مع تجربتي الأخيرة خلال المشاركات والنشر وغيرها بكل ثقة أقول إن هناك من يقرأ ويتمعن ويبحث عن الكتاب الجيد الجميل، وهناك من ينقد ويرتقي بذائقته ويواجه الناشر والكاتب مباشرة عبر مختلف الوسائل التي لا تحجب صوتاً ولا تقتل رأياً، بل إننا هنا ومن الإمارات ننطلق بمبادرات من القيادة والشباب تدعم هذه المسيرة لتواكب تطور الدولة الكبير في جميع المجالات. وإنني أتوقع أن نكون أمة مصدرة للفكر والأدب والثقافة والرأي نتيجة لكل ما يحدث من تكامل وإيمان بالتجربة، بل والاقتناع بأن الإبداع يمكن أن ينتج ويحقق الكثير الكثير، ففكرة واحدة من مبدع تخرج في كتاب تلامس قلوب الملايين يمكنها أن تجعل العالم أفضل. كل هذا والمبادرات تحمل الكتب وترسلها إلى المنزل والمكتبة وتدعم القراءة وا

صفحة المستقبل

المنبر 07 نوفمبر , 2015 صفحة المستقبل طلال سالم الصابري كل ما في العمل أن اليوم وأن الغد لا ينكشف لنا، وأننا جميعاً نحاول أن ننسجم مع ما نحب ونبذل الغالي والنفيس في سبيل أن نرسم ما نتخيله عن الحياة أو أن نضع بصمتنا على خارطة الإنجازات، وأعتقد أن اختلاف الكثير من المعايير أوجد سعة تجعل تقدير الأمور وجودتها أمراً واسعاً جداً، فما يراه البعض جميلاً يراه الآخرون غير ذلك وكذلك تظهر سعة احتياج الناس للمعلومات المختلفة السطحي منها الذي لا يلبث إلا أن يكون لمحة فقط والعميق الذي يحتاج قاعدة كبيرة من المعرفة والوعي لفك رموزه. لذلك لا نستغرب أن الكثير من الأشياء الرائعة لا تجد رواجاً في الوقت نفسه، بل إنها تأخذ وقتها كي يستوعب الناس روعتها فهي كالذهب تماماً لا تقل قيمتها مهما تقادم بها الزمن ومهما ارتفع سعر الأشياء الأخرى التي لا توازيها في القيمة. وأذكر صديقاً لي كنت أشتكي له من قلة رواج الأدب الجميل الجيد فكان دائماً ما يشبه ذلك بلوحة الموناليزا التي لن تفقد قيمتها مهما توقف الناس عن الذهاب لرؤيتها فهي قيمة سواء قدر ذلك الناس أم لم يفعلوا، لذلك لا تغركم الأشياء البراقة في الحياة ال

المقارنات

المنبر 31 أكتوبر , 2015 المقارنات طلال سالم الصابري كثير من وقتنا ومشاعرنا تذهب هباء في المقارنات، فنجد أن الأخ منذ الصغر يقارن بابن عمه أو بأخيه الأكبر بداية وتقارن البنت بأختها وابنة خالتها وتكبر هذه المقارنات دون استيعاب للهدر الذي ينتج عن ذلك، فلو أننا ركزنا على جمال الشخص وقوته وتفرده لكان أفضل بكثير، وكذلك مقارنتنا دولة بدولة ومقهى بآخر ومحاولة خلق التنافس من لا شيء يجعلنا نُفقد الكثير من الأشياء أهميتها لأن هنالك دائماً شيء آخر نقارنه به بل ونشعر بالنقص أن بعض مميزات الشيء الآخر أو المكان الآخر ليست لدينا الآن، ولكن هل نحتاج نحن هذه المقارنة حقاً؟ وهل تمكننا هذه المقارنة من تحسين أنفسنا وما لدينا؟ الجواب ليس دائماً، ولو أن هنالك جانباً من الصحة في هذا السؤال إلا أنني تعمدت هنا أن أركز على الجانب الآخر وهو ما نفقده من خلال المقارنة التي تجعلنا أحياناً في قلق مستمر لا يمكننا الخروج منه يشكل حالة مستمرة من عدم الرضا بما لدينا وهنا، وقد تركت عن نفسي المقارنة منذ زمن طويل، أشير بأن ترك المقارنة أضاف إلي بعداً جديداً من التقبل والعيش في اللحظة والتعامل مع الأمور كما هي لا

التكنولوجيا وتوقف التطور السريع

المنبر 24 أكتوبر , 2015 التكنولوجيا وتوقف التطور السريع طلال سالم الصابري لم تعد التكنولوجيا هي العنصر المبهر في المعادلة، فالمطلع على التطور الكبير والنجاح الذي حققه معرض التكنولوجيا جيتكس خلال خمسة وثلاثين عاماً يجد أن هذا القطاع تباطأ في التطور في السنوات الأخيرة، ولكن ما برز أكثر في هذه الأعوام هو التركيز على التطبيقات التي تخدم الإنسان والبشرية بشكل عام، وتسهل من حياتنا وتجعلها أبسط، فالآلات أصبحت هي الأداة التي يشكل الابتكار والإبداع نموها الحقيقي، والذي لا يمكن الحصول عليه دون هذه العقول المبدعة التي ترسم طريق تطور الحياة والخدمات واستغلال الربط بين ما يتيسر من أنظمة وأجهزة للارتقاء بكل شيء. وهنا نشير إلى أن الكثير مما ننعم به في يومنا هذا من شاشات تعمل باللمس وأفكار كانت بذرتها في الستينات والسبعينات، ولم تكن على أرض الواقع إلا في وقتها وحين تيسر لها تقبل الناس أيضاً وتطور البطاريات شكلاً وفعالية. فالتطور مستمر لا ينتهي .. وأكبر هذا التطور هو تطور العقل البشري وتدريبه على الخروج من الاعتياد ليبدع شيئاً جديداً يمكن توظيفه واستخدامه في تسهيل حياة الناس وإسعادهم، ولا

لكنها الكلمات تصيب من تشاء

المنبر 17 أكتوبر , 2015 لكنها الكلمات تصيب من تشاء طلال سالم الصابري لا يدري الكاتب حين يكتب أين تصل كلماته أو أين تصل به، هو فقط يحيا اللحظة، يتألم بها، يعيشها كما هي، لا يفسرها ولا يدرك لها تفسيراً. هو من يسمح للأحاسيس أن تذوب في قلبه بلا سبب، ويتشرب تأثيرها بلا سبب ودون أن يدري يجمعها بترتيبها، ببساطتها، بلحنها، وانكسارها ووزنها.. وحده يسكنها ويمنحها رشفة من روحه ويرسلها لتصيب من لا يعرف ومن يعرف. ربما يكون إيمانه بها أعمق إن كانت من شغاف قلبه لتكون أقرب وصولاً، ولكنه لا يملك أن يتحكم في تأثيرها وانشطارها أحياناً وتأويلها الذي قد لا يمت للمعنى الذي يرمي إليه بصلة، بل إنه يكون أبعد ما يكون أحياناً أن يضع خطة محكمة ونية مسبقة لينشرها في الأرض، فيغضب منها من يغضب، ويسعد بها من يسعد، فتصبح جزءاً من حياة الآخرين، من صباحاتهم ويومياتهم، بل إنه لا يملك بأي حال من الأحوال أن يسدد رميته فيجدها أحياناً ارتدت إليه بمعنى لا يتفق بأي شكل من الأشكال مع ما كان يعنيه. هي الكلمات تصيب من تشاء حين يكون من تصيبه مستعداً كل الاستعداد أن يقع في قلبه الحب أو الهجر أو أي شيء هو مستعد كل الاست

الإدارة أكثر من اللازم

المنبر 10 أكتوبر , 2015 الإدارة أكثر من اللازم طلال سالم الصابري لو افترضنا أن مؤسسة ما تبيع بضاعة أو تقدم خدمة للعميل، أياً كان هذا العميل، فالأبواب مفتوحة وهدف الموظفين الأول هو تقديم هذه الخدمة على أكمل وجه. بهذه الفرضية كان اختيار الموظفين ووضع مهامهم المحددة وتحديد واجباتهم وحقوقهم وحقوق العميل، وتحديد أيضاً أخلاقيات التعامل داخلياً وخارجياً. وبعد بناء الهيكل التنظيمي والوظيفي تبدأ مرحلة التغييرات والجودة، فيبدأ المدير بطلب التقارير والتكاليف، وتبدأ محاولات لإظهار العمل للإدارة، والتنسيق خلال الاجتماعات الطويلة وحضورها، ثم تبدأ مسألة وضع الضوابط لتقديم الخدمة والمعايير، ومقارنتها بالمعايير الدولية، ثم عملية تدريب الموظفين على آليات العمل والتقارير والتنافس. ويصبح هم الموظفين وشغلهم الشاغل إرضاء الإدارة، لأن الترقيات والعلاوات بيد هذا الهيكل التنظيمي الذي انخرط في الإدارة، ليجد نفسه أنه أضاع الجوهر الحقيقي وبيع البضاعة وخدمة العميل بأسرع وقت، فنجد أن الإدارة والتنظيم تأخذ 90 في المئة من حجم العمل ووقته والتركيز بدل أن تكون المعادلة مقلوبة، أي إن الخدمة الحقيقية والجوهر

صوت واحد يصنع الفرق

المنبر 03 أكتوبر , 2015 صوت واحد يصنع الفرق طلال سالم الصابري اليوم هو يوم المشاركة الحقيقية والشعور بالوطنية والواجب تجاه الوطن بعيداً عن كل شيء وانتماء إلا للإمارات .. اليوم يوم يمكنه أن يخرج بصوت لمرشح، يمكنه أن يقترح ويغير ويصل بصوته إلى ما هو أبعد مما نتخيل بعيداً عن كل الذين يزعمون ويشككون في صلاحيات المجلس الوطني وقدرات المرشحين. أؤمن أن اقتراحاً واحداً والعمل به يمكنه أن يغير الكثير على خارطة العالم ويغير الكثير من المألوف والمعتاد إلى ما هو في مصلحة وسبيل الوطن والمواطن والرقي والارتقاء بكل من هو على هذه الأرض، ذلك الصوت الذي يحمل همّ المستقبل والأجيال وينظر إلى المصلحة العامة والوطن بوصفه كتلة واحدة لا يتجزأ منها شيء، ولا يوجد عليها ما لا يشكل أهمية قصوى ويحتاج منا تحركاً وتخطيطاً يمنحنا أفقاً جديداً. هذا اليوم وبعد ملحمة التلاحم التي لمستها قلوبنا من قيادة موجودة في كل بيت تشعر بكل ما يشعر به من هم على هذا الوطن، قيادة أثبتت أننا في صف واحد وعلى قلب واحد وتستحق أن نشعرها اليوم أننا معها قلباً وقالباً نطمع في الرقي والارتقاء بالإنسان وأن ما حققناه يحتاج تواصلاً ب

زحام التفاصيل

المنبر 19 سبتمبر , 2015 زحام التفاصيل طلال سالم الصابري التفاصيل ملح الحياة ونبضها، ما يحدث في حياتنا كل اليوم، القهوة، الذهاب للعمل، القلق اليومي، الأخبار صعود مؤشرات الأسهم وهبوطها، الزحام المعتاد كل صباح، كدح البسطاء المارين بنا، التفاصيل عمرٌ يحتاج منا أن نركز أكثر في الأشياء التي تطوف بنا وبعد عمر لم نعد نراها هي تلك الأشياء التي لو اختفت لشعرنا بالنقص تجاه غيابها. ابتسامة بائع الشاي، الأحاديث البسيطة مع الذين نتعامل معهم، حكايات العمل، ولو أنها تكون مملة أحياناً، مشاكسات الأصدقاء في وسائل التواصل الإلكتروني، النكات السخيفة التي تضحكنا أحياناً حتى على أنفسنا، كل هذا الكم الهائل من التفاعلات الإنسانية التي تؤثر في مشاعرنا وقراراتنا من دون أن ندري وتخلق أحاديث جديدة متبادلة مع الذين نصادفهم. والمعنى الحقيقي أننا ونحن في خضم هذا التفاعل اليومي المباشر هنالك تفاعل آخر يحدث في دواخلنا أحاديث كثير يقول فيها النفسيون إنها لو ظهر صوتها لظننا أن كل من يمر بنا مصاب بالجنون. ما نحن إلا كل تلك اللحظات التي لا تفوت تفاصيلها والعبارات التي ترسم تخيلنا وفكرنا والأخبار التي بها نحبط

صف واحد وبيت واحد

المنبر 12 سبتمبر , 2015 صف واحد وبيت واحد طلال سالم الصابري رحم الله الشهداء الذين علمونا درساً في التلاحم والتضحية، علمونا معنى أن يكون في القيادة من يشعرون بنا ويهمهم ما يهمنا وما يمضي في مصلحتنا وفي طريق رخائنا مهما كان صعباً. لم يكن غريباً على أهل الإمارات هذا التلاحم قيادة وشعباً ولم يكن غريباً أن تتوحد المشاعر وتجعل هذا الشعب أكثر إيماناً بالطريق الذي يرسمه القائد والثقة التي تمكن الجميع من السير بخطى ثابتة في كل المجالات بلا تردد ليبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوطن، وأن ترى الإيمان يتجلى في الكبير والصغير وأن تؤلف القضية القلوب في اتجاه واحد في سبيل الحق وتقرير مستقبل المنطقة وقراءة الحاضر بواقعية، والتحرك في الاتجاه الذي به يكون رخاء الشعوب. إن الدروس التي رأيناها في عيون أمهات الشهداء وأهاليهم وأقوالهم ونبرات أصواتهم أكبر من الإعلام، فالصدق كان هو المحرك الأول لمشاعرنا تجاه كل شيء، وإن العزاء لم يكن فقط في أسر الشهداء بل كان في كل بيت وفي كل قلب.. كما أنه عزز بشكل آخر مكانة النصر القريب الذي سيكتمل بهذا البذل الذي لم يكن إلا لينظم الصفوف ويرسم الطريق بخطى أكثر ثب

من أوتي الحكمة

المنبر 05 سبتمبر , 2015 من أوتي الحكمة طلال سالم الصابري لا تأتي الحكمة من فراغ ولكنها تراكم السنوات والخبرات وحصيلة للكثير من التجارب والفشل والكفاح في الحياة، وكم كانت الحكمة محط طلب من الجميع وكانت مقصداً يسافر إليه المسافرون للقاء الحكماء، فحكماء كل أمة عمادها هم لا يتأثرون بالأحداث عاطفياً غالباً ولكنهم يؤسسون لصناعة الأحداث، لا ينظرون لصغائر الأمور ولكنهم يرون عمقها والأثر الكبير وبعيد المدى لكل ما يحدث حولهم، ربما لأنهم يملكون الثقة الكبرى في الأسس التي لا تغيرها الأعوام مهما تطور العالم لأنها محفورة في الطبيعة البشرية وفي التأثير والتأثر والتعامل مع الأمور بشتى أزمنتها وأماكنها. السؤال الذي يسكنني وأنا أكتب هذا المقال: من هم يا ترى حكماء زماننا هذا وكيف لا نسمع لهم صوتاً حتى إننا لم نعد نستمع لحكمة الآباء والذين هم أكبر منا، فقد سقطت للأسف في خضم التطور والحداثة هيبتهم ولم نعد نقيم لهم اليوم وزناً. في هذا الزمن المختلط علينا بكل شيء نحتاج أن نعلي شأن الحكمة، نطلبها ونعمل بها نحتاج أن نسأل ونبحث عن الإجابات ولا نزعم معرفتنا بشيء، فكل يوم يمر علينا يشعرنا أننا لا نعل

الانهزام من التجربة الأولى

المنبر 29 أغسطس , 2015 الانهزام من التجربة الأولى طلال سالم الصابري كم واحد منا انهزم من التجربة الأولى! كم من إنسان حولنا حطمته كلمة في أمر ما لم يجربه! ومن منا يملك النفس الأطول للاستمرار فيما يريد ويحب ليكرس التجربة ويبدأ بالعمل عليها حتى يصل مبتغاه! إننا عادة لا نكون كما نحن بعد كل تجربة ووحدنا نعلم ما قد نعانيه من التجارب بسبب تلقينا لها، وأننا كنا في حالة نفسية معينة أثناء التجربة أو أننا لم نملك الصبر الكافي للخوض في تجارب أخرى تكمل هذه التجربة الناقصة، فتؤدي بها إلى النجاح، وكثير منا يستمع إلى آراء الآخرين أثناء التجربة، فينسى أن لكل إنسان تجربته الخاصة التي قد تكون مختلفة تماماً عن تجربة زميله أو عن تجربة سمع عنها من قبل. حين تنجح يشير إليك الجميع بالبنان ويحاولون تفسير نجاحاتك، ولكن تكون وحدك القادر على فهم التجربة واستيعابها، خصوصاً إذا جاء هذا النجاح بعد تعب شديد وبعد الكثير من المحاولات الفاشلة التي حولها الاستمرار والنفس الطويل والصبر إلى نجاح مستمر يكمن سره في التجربة الحقيقية. كثير منا انهزم في أمر ما قبل أن يبدأ، وكثير منا انهزم من التجربة الأولى، وقليلون