شركة عمرها يوم واحد

08 أغسطس , 2015

شركة عمرها يوم واحد

طلال سالم الصابري
استغربت قبل أعوام من مكالمة من صديق، وبعد السلام أدركت أنه بدأ مشروعاً جديداً يحاول من خلاله أن يحقق دخلاً من غير وظيفته في المجال الذي يحبه، وبدأ بالحديث عن المشروع بشغف وكيف أن هنالك فرصة كبيرة وأنه سيستغل موهبته وقدراته في تحقيق الربح، تمنيت له الخير وانتهت المكالمة هنا لأجد رسالة في بريدي منه حول نشاط الشركة، وصادفته بعد عام فبدأ بالشكوى وكيف أنه ترك الأمر ولم يجد مجالاً للخوض في غمار العمل والأرباح وأنه حقق خسارة وقدرها … ليبدأ ولم يفعل فعلياً.
تذكرت اليوم تلك المحاولة فبحثت عن رسالة الصديق وقمت بالدخول على حساب التواصل الاجتماعي لشركته تلك فوجدت متابعاً واحداً، وما زلت أفكر في تلك الشركة التي لم تكن إلا نتيجة حماس يوم واحد، ولم تكن حاجة حقيقية تحرك هذا الصديق ليتخلى عن بريستيجه، ويسعى بجد ليحاول ويحاول بلا انتهاء.
وهنا أذكر عبارة لدينيس ويتلي في إحدى المحاضرات حين يقول إن الإنسان لا يصل إلى النجاح حتى يعمل بروح المهاجر في وطنه وكان يصف الصينيين حين يحضرون بالآلاف من فئة الشباب لمحاضرته، فيسجلونها ويكتبون الملاحظات.
إن هؤلاء كانوا يشعرون بنوعين من الجوع، الجوع الأول في معدتهم للطعام والجوع الآخر في عقولهم للعلم، فنحن حقاً نحتاج أن نجوع أو نشعر بما في أيدينا، لنسعى ونجتهد ونتقدم مستفيدين من كل ما حولنا وما يقدم لنا، للوصول إلى ما نريد، بل ونضيف الكثير والكثير على هذه الأرض الطيبة تاركين اليأس والتذمر لغيرنا.
t.salem@alroeya.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل