المستقبليون

26 ديسمبر , 2015

المستقبليون

طلال سالم الصابري
حضرت الأسبوع الماضي مؤتمراً يوتيوبياً عن مستقبل الاتصالات، لو فكرت في العبارة السابقة لوجدت أنه يمكن حضور مؤتمر عبر اليوتيوب ولا نحتاج أن نسافر لحضور مؤتمر، كما يمكننا الرجوع للمؤتمرات السابقة بالمجان، ولكن الذي لفت انتباهي أن المحاضر عرّف نفسه بأنه من المستقبليين، وهو مصطلح يطلق على الذين يحاولون تخيل المستقبل بعد عشر سنوات، ومن ثم وضع رؤية للحياة والقطاعات المختلفة من خلال هذه الرؤية، فالكثير من الأشياء التي لم نتخيلها يوماً أمامنا اليوم، وكثير من الأحلام أصبحت حقيقة، ذلك لأن هنالك في العالم من يتخيل المستقبل ويمضي في صنعه من خلال ترسيخه في أذهان الناس.
وقد ذكر المحاضر أن الكثير مما تخيله بعض المخرجين في أفلام سابقة من تخيلات تكنولوجية، نراه اليوم ونحياه على أرض الواقع، بل إننا لا نتخيل أنفسنا في الحياة دونه. والسؤال الآن من يصنع مستقبلنا ومن يتخيله فيكون؟ وهل لكل ما حولنا دور في صناعة المستقبل؟ وهل توقُع المستقبل في كل هذه التطورات مازال بالسهولة التي كانت في السابق؟
كل هذه الأسئلة تدعونا للتأمل والتفكر الذي نحتاجه اليوم أكثر من السابق، كما نحتاج التأني الذي ضاع من حياتنا لهثاً وراء المستقبل في محاولة سباق الزمن، فهذه السرعة لا تمهلنا فرصة حقيقية لأن نتأمل حياتنا ونتخيلها ثم نعود بالزمن للوراء، لنصل إلى نقطة الحاضر التي من خلالها نتخذ الخطوات والقرارات التي توجهنا إلى الأمام، كل هذه الأفكار تحتاج منا أن نسأل من يخطط حقاً لمستقبلنا؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل