الأفكار وحدها لا تكفي

21 مارس , 2015

الأفكار وحدها لا تكفي

طلال سالم الصابري
كم من فكرة مرت من حولنا وظننا أنها فكرة العمر وأنها تلك الفكرة التي تستحق التنفيذ، ولكننا لم نؤمن بها بالقدر الذي يجعلنا نسعى لتحقيقها.
هذه الافتتاحية رسالة إلى كل الذين ظنوا أن أفكارهم ستسرق أو أن أفكارهم سرقت وهناك من نفذها، إليهم.. لأن بالخبرة فقط اكتشفت أن الأفكار ليست هي الشيء المؤدي للنجاح، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فالذين ابتكروا وأبدعوا ونفذوا كانوا يملكون شخصيات قوية تساندهم في تنفيذ الفكرة، الإبداع، وإخراجه للنور. تلك الشخصيات التي مكنتهم من الإيمان بأنفسهم وتحمل كل النتائج وموجهات الفشل حيناً ليصلوا ويروا أعمالهم قيد التنفيذ.
إن الفكرة الإبداعية جزء من الأمر لكن الشخصية هي الأهم بل إن رواد الأعمال الحقيقيين وجدوا أفكاراً بسيطة في متناول الجميع، ولكنهم آمنوا بأنفسهم وآمنوا بها وأوجدوا الطريق لها لترى النور وتنفع الناس.
حين أصادف الآن مبدعاً أسأله ما هو نتاجك؟ بعدها أسأله ما مدى انتشار ما تسعى إليه؟ وأين ترى نفسك بعد عدة سنوات؟ كل تلك الأسئلة كفيلة بأن تبين جدية الأمر وأن الشخص مستعد حتى لتغيير نفسه وطريقة سعيه إن دعت الحاجة ليصل لما يطمح إليه.
في طريق الإبداع لا حدود هناك إلا التي يضعها المبدع لنفسه، ولكن الكثير لا يدركون ذلك بل لا يملكون الصبر على السعي لتحقيق ما يطمحون إليه حتى على مستوى المؤسسات والحكومات نجد بعض البدايات والأفكار الريادية، ولا نجد أحياناً التوفيق في اختيار من يقوم بها حتى لو كان صاحب الفكرة نفسه هو من ينفذها، فقد لا يملك من الروح والإرادة ما يمكنه من تنفيذها على أكمل وجه.
إن الكثير من الأعمال لم تكن إلا أفكاراً بسيطة جداً ثم تطورت بالاستمرار والعطاء المتواصل والروح والتعلم من الأخطاء، فالمضي في الطريق وعدم الاستسلام لليأس هو الوصول الحقيقي وهو الرسالة التي نريد أن نصل بها إلى كل من يحاول الابتكار والإبداع وتحقيق ما لم يحققه الآخرون قبله. والمسألة ليست صعبة أبداً في بيئة حاضنة ودولة تفتح الأبواب وقيادة حكيمة تشجع الكل على التطوير والارتقاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل