على أطلال الحاضر

06 فبراير , 2016

على أطلال الحاضر

طلال سالم الصابري
كنا نعيب في الماضي البكاء على الأطلال، ونعتبر القصائد التي تتغنى بالأطلال في وقتنا الحاضر لا تعيش في عصرها، ولو تأملنا مسألة البكاء على الأطلال لوجدنا أنها كانت بنت عصرها، وأن الشعراء في ذلك الزمن كانوا يعيشون في زمنهم، ويصفونه بكل ما يملكون من خيال وحس.
ولكن ما لا يتقبله عصرنا الحاضر هو أن الكثير لا يملك أن يواكب التطور ويعيش في الزمن الحاضر، وبالتالي تراه دائماً يبكي على الزمن الماضي سواء كان في الأدب أو الفكر أو حتى مواكبة الحياة اليومية، فهو يعيش في الزمن الماضي رغم الإنترنت والتواصل الاجتماعي والثورة التي تحيط به .. تراه لا يرى النجوم التي أمامه، لكنه يرى ما هو خلفه دائماً وما هو أسفل قدميه.
هذه الفئة للأسف هي حجر العثرة أمام التطور والتقدم، تراها في كل مكان وفي كل عصر، لا يمكنها مواكبة المعطيات والتعامل معها بعقلية منطقية، والغريب أن تجد الكثير من بكاة الأطلال يسهمون مساهمة كبيرة في تخلف مؤسسات بأكملها إذا كان منصبها كبيراً في هذه المؤسسة أو تلك.
إن عصرنا لا يحتمل البكاء على الأطلال، فهو عصر التألق والسباق الذي اختارت دولة الإمارات المضي به، وقبول التحديات مهما كانت .. فلا مكان بيننا لمتقاعس، والزمن كفيل بغربلة كل من يبكي على الأطلال محبَطاً ومحبِطاً لمن معه، فلم يعد أن السفينة مرهونة بالمحبطين، بل إنه يمضي بكل من ينظر للعلياء والأمام، ويدرك أن يوماً ننظر فيه للخلف هو يوم ضائع في التاريخ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل