السعادة والابتكار

02 مايو , 2015

السعادة والابتكار

طلال سالم الصابري
لا غريب أبداً على حكومة اتخذت الرؤى الحقيقية من قيادة تُعلّم معنى المضي قدماً وتؤمن بالإنسان وفاعليته في الحياة، إنها تتخذ الابتكار اتجاهاً تسعى إليه وهي تدرك أهمية ديمومته وأنه المحرك الحقيقي للتنافسية التي يسعى إليها العالم في ركب التطور والاستمرار في العطاء بلا حدود، فنحن الآن في سباق مع أمم تجتاز تجربتنا بعدد السنوات، لكنها لا تجتازنا في شحذ الهمم والجدية في العمل والعلم واستقطاب الخبرات العالمية التي تسهم بفكرها في بناء المستقبل العالمي بأنموذج مبتكر سهل وغير معقد ومتناغم في الوقت نفسه، الأمر الذي جعل السعادة شعاراً في العام الماضي، بينما العالم يتحدث عن الرضا وجعل الابتكار روحاً تعانق كل المؤسسات والأفراد في تقديم كل ما لديهم في سبيل إعلاء شأن هذا الوطن.
إن أهم ما في الابتكار وعجلته هو الإنسان الذي يملك القدرة على الحلم والتخيل وجعل العالم أفضل، ذلك الإنسان الذي يملك كل الأسباب التي تمكنه من رؤية ما لا يرى ويملك تبسيط كل ما هو صعب، لأنه يرى الطريق الذي سيسهل على الآخرين حياتهم ويجعلهم أسعد.
نحن نثبت للعالم بالوقت جديتنا في تناول الأمور وأننا نسهم في بناء عالم أفضل برسائلنا السامية التي نقدمها ودعوتنا الحقيقية للتآلف والسلام، وأننا أسرة كبيرة على أرض واحدة ترحب بكل من يحمل الحب وينشره بين الناس، وأننا نؤمن بأن التكنولوجيا وسيلة والارتقاء هدف ورقي الإنسان غاية.
ليست العبرة فيمن يبدأ الأشياء، ولكن العبرة فيمن يحسن استخدامها ويسخرها في الخدمات بلا حدود، والعبرة الحقيقية الأخرى هي أن تبدأ حيث انتهى الآخرون، وأن تخلق بيئة تجذب الإبداع والمبدعين وتقدرهم ليستمر عطاؤهم، بل والعمل على تسويقه وإظهاره للعالم بأحسن صوره ليؤمن الجميع به وبأهميته.
الابتكار اليوم طريق للسعادة نؤمن به وتسهم في نشهره رؤى قيادة حكيمة وتناغم بين هذه الرؤى يجعل التطبيق أمراً طبيعياً جداً ويجعل الطريق أسهل والاستفادة من التجارب في طريق الاستمرار ليصبح جزءاً من حياتنا هو المعنى الذي نصحو من أجله كل يوم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل