الإدارة أكثر من اللازم

10 أكتوبر , 2015

الإدارة أكثر من اللازم

طلال سالم الصابري
لو افترضنا أن مؤسسة ما تبيع بضاعة أو تقدم خدمة للعميل، أياً كان هذا العميل، فالأبواب مفتوحة وهدف الموظفين الأول هو تقديم هذه الخدمة على أكمل وجه. بهذه الفرضية كان اختيار الموظفين ووضع مهامهم المحددة وتحديد واجباتهم وحقوقهم وحقوق العميل، وتحديد أيضاً أخلاقيات التعامل داخلياً وخارجياً.
وبعد بناء الهيكل التنظيمي والوظيفي تبدأ مرحلة التغييرات والجودة، فيبدأ المدير بطلب التقارير والتكاليف، وتبدأ محاولات لإظهار العمل للإدارة، والتنسيق خلال الاجتماعات الطويلة وحضورها، ثم تبدأ مسألة وضع الضوابط لتقديم الخدمة والمعايير، ومقارنتها بالمعايير الدولية، ثم عملية تدريب الموظفين على آليات العمل والتقارير والتنافس.
ويصبح هم الموظفين وشغلهم الشاغل إرضاء الإدارة، لأن الترقيات والعلاوات بيد هذا الهيكل التنظيمي الذي انخرط في الإدارة، ليجد نفسه أنه أضاع الجوهر الحقيقي وبيع البضاعة وخدمة العميل بأسرع وقت، فنجد أن الإدارة والتنظيم تأخذ 90 في المئة من حجم العمل ووقته والتركيز بدل أن تكون المعادلة مقلوبة، أي إن الخدمة الحقيقية والجوهرية يجب أن تأخذ حيز الـ 90 في المئة، وتأخذ الأمور الإدارية بقية النسبة.
ما أود أن أشير إليه هنا هو أننا باعتبارنا إداريين كثيراً ما ننسى جوهر الأمور أحياناً، ونتعلق بالقشور والتنظيم، فننسى حقيقة العمل، ونرى أنفسنا ننصرف عن المسار، ولا يمكن بسهولة أن تستمر هذه الآليات ونركز على جوهر العمل بسهولة، والفارق الحقيقي هنا هو الروح الحقيقية في العمل التي لا يمكن من خلال التنظيم والقوانين والقواعد والعقاب استردادها إن فقدت، وهنا يجب أن ننتبه كي لا نجد أنفسنا منخرطين في الإدارة أكثر من اللازم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل