المثقف والراقصة

21 نوفمبر , 2015

المثقف والراقصة

طلال سالم الصابري
إن دعوة شاعر لأمسية وتلبيته لهذه الدعوة أمر محرج جداً، خصوصاً أن الكثير من الشعراء لا يملكون وجوهاً تمكنهم من طلب المكافأة أو السؤال عنها، فضلاً عن أن هنالك من يعتبر نفسه صاحب فضل على الشاعر إذا دعاه إلى هذه الأمسية أياً كانت المناسبة، والغريب أن إقامة احتفالية أو نشاط غالباً ما تكلف الجهة التي تقوم بهذا النشاط مبلغاً وقدره …. من المال يصرف في الإضاءة والصوت والأكل وأشياء أخرى، ولكن يُنسى الشاعر غالباً في ذلك، وأحياناً يُنسى في وقت التكريم.
لماذا يعتبر بعض من ينظم الأمسيات أنه على الشاعر الذي يقتطع من وقته ووقت عائلته وأحياناً من جهة عمله أن يأتي بالمجان ليصفق له بعض من لا يستمع للشعر؟ هذا السؤال الذي راودني فترة ليست بالقليلة، وكأنه نوع من المجاملة لتاريخ الشعر أن يأتي شاعر في المناسبة ويلقي قصيدة، هذا إن لم يتجرأ بعض الحضور على الشعر جناية فيقررون في ذلك اليوم أنهم شعراء فيحرجون أنفسهم بالإلقاء ويحرجون الحاضرين بالتصفيق.
ماذا لو قرر أحد منظمي الاحتفالات أو الأمسيات الاستعانة براقصة، هل ستنحرج هذه الراقصة من طلب أجرة الوقت الذي ستؤدي فيه عملها في هذا التجمع، بل هل ستأتي دون عقد مسبق، وهل سيتوانى من نظم هذا التجمع في الدفع وحجز الموعد وإرسال العربون مقدماً، وهل سيستنكرون عليها طلبها أن تأتي بأجر محدد على سعر السوق أو كما هو متعارف عليه، وإن وافقت تطوعاً فهل ستعطى الدرع والشهادة أنفسهما اللتين تعطيان للشاعر؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل