لا تقطعوا حبال وصلكم

28 فبراير , 2015

لا تقطعوا حبال وصلكم

طلال سالم الصابري
يحدث أن تصادف أناساً، تعمل معهم في المكان نفسه ويحدث أن تختلف معهم اختلافاً صحياً يضيف إلى العمل إذا ما أحسنت التعامل معهم .. وقد يكون خلافاً يؤثر سلباً ويغير مجرى الكثير من الأمور إلى ما لا نتخيله .. وتبقى سعة الأفق وحدها التي تجعل المرء يعيد ترتيب الأمور، ويفكر من منظور الطرف الآخر، فيحاول قياس رؤيته في الحياة، ويحاول رسم الصور الذهنية التي تجعله يتصرف تصرفاً مخالفاً للمتوقع.
وهنا تأتي حكاية التقبل بأجمل صورها، ذلك التقبل التام للآخر ومحاولة التقريب بين وجهات النظر التي يرى كل من الأطراف أنها الصواب، وقد تكون كل الأطراف على صواب، تلك الرؤى التي تجعل الحياة أسهل في التداول، وتجعل الأبواب مفتوحة لخطوط الرجعة وفرص التغيير والخطأ والرجوع إلى الصواب ولا شيء كالحوار الراقي يجعل هذا التقبل أسهل .. ذلك الحوار الذي يبدأ بالإنصات ومحاولة الفهم لا الاستماع للرد والمخالفة، الحوار الذي يكون على أسس المنطق ورحابة الصدر التي تتسع للكل وترسم طريق المقاربة لأبعد مدى.
إن الرقي يحتاج منا الكثير من العمل على المستوى النفسي الداخلي قبل أن ينطلق للآخرين، ذلك الرقي الذي يكون فيه ارتقاء كل الأطراف متساوياً ناضجاً يتمنى الخير للآخرين، وفي الوقت نفسه يؤمن بأن الخير لا يتوقف عند أحد ولا ينتهي عند فكرة ضيقة .. ولكنه الأفق الرحب الذي يجعل الحياة أكثر بهجة وبيد الجميع.
هنا نرسم فرصاً أخرى لأن يكون العمل تناغماً مستمراً لا يتوقف على شخص بذاته بنتائج محدودة، إنما يكون بتشجيع الابتكار ونمو وانتماء الشخصية التي يمكنها أن تغير العالم إلى عالم أفضل دون التفكير في العائد السريع وتحقيق الأرباح اليوم. إن العمل والاتجاه إليه يكون أكبر بكثير على مستوى الثقة من غيره وذلك أن النظام كان مبتكراً، إلى أن يكون أكثر قوة بالإيمان به وتطبيقه تطبيقاً صريحاً وحقيقياً، وأكبر من ذلك كله هو الحفاظ على العلاقة الإنسانية مهما تغيرت الظروف واختلفت التوقعات.
لتكن نقطة البداية عادية جداً .. لكن التغيير والتطبيق هو أكبر ما يمكن تغييره ليتغير الناتج.
t.salem@alroeya.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل