تكامل المؤسسات

تكامل المؤسسات

طلال سالم الصابري
جميل أن تتنافس المؤسسات في العطاء وفي خدمة المجتمع وتقديم الأفضل، وجميل أن نسعى كلنا في منظومة الابتكار والتطوير وبناء الكوادر، التي تقوم بهذا العمل وتنمية الأعمال الشاملة، ولكن الأجمل أن نستمر وأن نتكامل على مستوى فردي ومستوى مؤسساتي، لأن هنالك نقاط توافقٍ وتقاربٍ كبير بين الخدمات التي تقدمها المؤسسات، ونجد أن بقليل من التعاون والتوافق يمكننا بناء خدمات بتكاليف أقل وبفعالية أكبر يمكنها أن تصل بأسهل وأسرع الطرق.
هل فكرت يا تُرى مؤسسة أن تقيم ورشة عمل مع مؤسسة شبيهة أو منافسة؟ أذكر، على سبيل المثال، المؤسسات الثقافية لقربي من عملها أو جمعيات النفع العام، فلو تنازلت بعض الإدارات عن تنافسيتها لصار بالإمكان التنسيق في تنويع الأنشطة، والاتفاق على تقديم ما هو غير مقدم، وبالتالي بناء التراكم المعرفي بحيث تعمل كل مؤسسة في إطار غير تنافسي، وأن تخلق لنفسها عالماً جديداً يضيف إلى الساحة المعرفية والثقافية، وكذلك الأمر في المؤسسات الحكومية، حيث تكون أكثر تناغماً وتبدأ بالاستفادة من التجارب.
على سبيل المثال، أن ترى مؤسسة رائدة في خدمة العملاء تستفيد منها مؤسسة أخرى ليس لديها الخبرة الكافية في ذلك، وتقدم في المقابل لها نوعاً من التدريب وتغيير الفكر لترقى بها .. وكذلك المؤسسة الأخرى تحاول الإضافة والتركيز على التكامل الذي سيراكم التجارب، ويقلل من التعلم من الأخطاء الذاتية بالتعلم من أخطاء الغير والاستفادة من الخبرات.
لن تكون التنافسية مهمة إذا كان التركيز على التكامل أهم، وهنا يكون العطاء للعطاء، وتبدأ الخبرات في الانتشار حتى لو أننا اضطررنا إلى وضع نظام يسهل عملية إعارة الموظف المتميز لفترة ما ليضيف إلى خبرة مؤسسة أخرى .. ومن ثم عودته بعد طرح المشروع وتنفيذه في المؤسسة الصديقة، بما يعود بالنفع على الرقي الذي نسعى له بكل ما أوتينا.
إن المأزق الذي يقع فيه الموظف المواطن من صعوبة الانتقال، خصوصاً بعد سنوات من الخبرة في مؤسسته، يعيق فرص انتقال الخبرات، ويحرم هذه المؤسسات من فرص التطوير على أيدي الكوادر الإماراتية، التي تملك من الخبرة ما يكفي، ومن الأسباب ما يدفعها للعطاء في سبيل الوطن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل