الكتابة والتأويل

25 يوليو , 2015

الكتابة والتأويل

طلال سالم الصابري
منذ أن كانت الحروف والكلمات والعبارات وهي حمالة أوجه، فكل عبارة أو حتى مفردة لا يعني بالضرورة أنها تعني المفهوم لديك نفسه، فما بالك إذا خانني التعبير فقلت عبارة غير التي أعنيها؟
إن تأويل العبارات غالباً يعتمد على المتلقي ولو أننا سألنا شخصين عن العبارة نفسها لاختلف الفهم واختلف التلقي، ونحن اليوم أحوج ما نكون لحسن النية حين نتلقى العبارات فكمية الشحن والمشاحنات التي تنتج من خلال تواصلنا أو تناحرنا الاجتماعي تجعل بعض المترصدين يبحثون عن تأويل آخر لعباراتنا غير الذي نعنيه تماماً ليستخدم ضدنا بشكل أو بآخر بل إن هنالك من يعمل على تصوير التغريدات والكتابات ليعود إليها في جدال ما.
تزداد في وقتنا الحالي الحاجة للحكماء الذين يقرّبون بين الناس وأفكارهم وردات أفعالهم والذين يملكون مفهوماً حقيقاً للعبارات والكلمات فيرسخون منها ما هو جيد ويزيلون منها ما يباعد بين القلوب وما يخلق البلبلة التي لا نحتاج، بل نحتاج من الارتقاء ما يدعم مسيرتنا الإنسانية التي نمضي بها بأصالتنا من دون تطبيل زائف بل بالصدق النقي والحقيقة والتوجه الذي لا يختلف عليه اثنان ولا يحتاج أن يفسره المفسرون ولا يكون ذلك إلا إذا صدقت النيات وسقط المتسلقون على أكتاف القضايا بل وألجموا لأنهم لا يضيفون شيئاً إليها.
ما تزال الكتابة تسيطر على الكثير ولن نتقدم إلا بحسن الظن الذي سيجعلنا نسأل عن المعنى قبل أن نقفز إلى نتيجة التأويل حسب فهمنا الذي قد يخطئ ويصيب ويبقى اجتهادنا والتعلم من الأخطاء معيننا في ذلك.
t.salem@alroeya.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل