الحياة المشاركة

الحياة المشاركة

طلال سالم الصابري
في الحياة يمر علينا من نحبهم، ومن نصادقهم، ومن نكون معهم زملاء لا أكثر، يجمعنا بهم عمل وينتهي، ولكننا لا نعتب عليهم فنتساءل إن كان العتاب فقط لمن نحبهم ومن نتوقع منهم الكثير، هؤلاء الذين يسكنون أرواحنا ونشعر بهم، ونحزن حين يتغيرون.
ولكن من هؤلاء من يرفض أن يتعامل مع الحياة بواقعية، بل إنه يحياها برومانسية زائدة تجعل التوقع لديه أكثر بكثير فيكاد لا يملك قيمة الأشياء التي يحصل عليها ولا يقدرها حق قدرها، بل إنه غالباً ما ينظر إلى النواقص في العلاقة فينتقدها بدل أن يتقبلها، وينسى أن المحافظة على العلاقة تبدأ بتقبل الطرف الآخر قبل محاولة تغييره، هذا التقبل الذي يجعل الحياة أسهل ويجعل الآفاق تتراقب، فالإنسان كائن حي لا تنطبق عليه المعادلات الثابتة فهو دائم التغير دائم التقلب في المزاج والمشاعر، فأي محاولة لتعديله تشبه محاولة تقويم الغصن اليابس تكسره فتنكسر العلاقة، ويصبح الأمر أصعب ما يكون.
إن الحكمة في المعاملة خصوصاً بين الرجل والمرأة تقتضي الكثير من الإنصاف والتقدير، هذا الإنصاف الذي يجعل الحياة أرقى والتفاهم أسهل بكثير، كما يجعل العطاء بلا مقابل مقدراً من الطرفين، والاهتمام حتى وإن لم يُنطقَ به موجود في الحياة، بل إنه محورها خارج الرومانسية الزائفة التي يروج لها المثاليون في كل مكان، وإن الحياة به تمشي بتناغمها إن كانت المصارحة هي الأساس في كل شيء، فبها تُفَرغُ القلوب فتعود للصفاء من جديد في المشاركة في كل شيء مهما كان في الحياة بحلوها ومرها.
t.salem@alroeya.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل