لكنها الكلمات تصيب من تشاء

17 أكتوبر , 2015

لكنها الكلمات تصيب من تشاء

طلال سالم الصابري
لا يدري الكاتب حين يكتب أين تصل كلماته أو أين تصل به، هو فقط يحيا اللحظة، يتألم بها، يعيشها كما هي، لا يفسرها ولا يدرك لها تفسيراً. هو من يسمح للأحاسيس أن تذوب في قلبه بلا سبب، ويتشرب تأثيرها بلا سبب ودون أن يدري يجمعها بترتيبها، ببساطتها، بلحنها، وانكسارها ووزنها.. وحده يسكنها ويمنحها رشفة من روحه ويرسلها لتصيب من لا يعرف ومن يعرف.
ربما يكون إيمانه بها أعمق إن كانت من شغاف قلبه لتكون أقرب وصولاً، ولكنه لا يملك أن يتحكم في تأثيرها وانشطارها أحياناً وتأويلها الذي قد لا يمت للمعنى الذي يرمي إليه بصلة، بل إنه يكون أبعد ما يكون أحياناً أن يضع خطة محكمة ونية مسبقة لينشرها في الأرض، فيغضب منها من يغضب، ويسعد بها من يسعد، فتصبح جزءاً من حياة الآخرين، من صباحاتهم ويومياتهم، بل إنه لا يملك بأي حال من الأحوال أن يسدد رميته فيجدها أحياناً ارتدت إليه بمعنى لا يتفق بأي شكل من الأشكال مع ما كان يعنيه.
هي الكلمات تصيب من تشاء حين يكون من تصيبه مستعداً كل الاستعداد أن يقع في قلبه الحب أو الهجر أو أي شيء هو مستعد كل الاستعداد لتلقيه وتشربه، فيصبح إيمانه بها أعمق وتأثيرها عليه تأثير السحر، ولا شأن للساحر في الكثير من الأحيان، فيصبح ساحر الكلمات المتهم البريء من كل ما قد تفعله هذه الكلمات حين تنطلق فتصيب القلوب وتسكنها بلا حدود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل