همم بحجم السماء

همم بحجم السماء

طلال سالم الصابري
الأفكار الكبيرة تحتاج همماً بحجم السماء .. هكذا انتهت القمة الحكومية بمشاركة واختيارات رائعة وتوفيق وحضور ورؤية إلى الابتكار، وما قد لا يفهمه البعض عن الإمارات أن خلق النموذج القيادي لم يأت فقط بالتوجيهات ولكنه بالعمل الميداني الحقيقي على كل المستويات .. والإخلاص الحقيقي والإيمان، وهكذا هو التقدم والنجاح، فلربما كانت بعض الأفكار في الحياة مطروحة أو تبدو بسيطة في ظاهرها، لكن الهمم العالية تفعل المستحيل وتقيم للمضي في الطريق وزناً يرقى بكل شيء.
إن ما تقوم به الإمارات هو الاستفادة من الأخطاء وإيجاد منافذ في الإبداع لا يمكن المنافسة فيه، لأن من يفكر في المنافسة سيقع في التقليد أما من يفكر بالإبداع والتطوير المستمر فإنه يؤسس لأن يخلق استمرارية لا تنتهي وبيئة أرقى بكثير من بيئة التنافس.
العمل وحده القائم على الرؤية والتخطيط والتعديل المستمر والأهم من ذلك الروح والنظر لما نملك والتفاؤل والإيجابية بالمستقبل وأكثر من ذلك، هو ما يجعلنا نؤمن قيادة وشعباً أننا على الطريق الصحيح، وأننا بدلاً من أن نتغنى بالماضي نحن الآن نخلق المستقبل بأيدينا بما نقوم به كل اليوم، وبالتالي فإننا نغير العالم ونضع له معايير جديدة يمكنها أن تكور كل من يحيط بنا وكل من يؤمن بما نقوم به.
كل ذلك يأتي ويثمر بالعطاء للعطاء دون الالتفات للعائد السريع، الأمر الذي يتكامل مع الحياة ويجعل البدايات البسيطة تستمر وترقى إلى أبعد مدى.
إن الذين يرون المدى أبعد مما نتخيل وحدهم القادرون على خلق تحديات في وقت الراحة ترقى بهم للأعلى، ووحدها هذه التحديات واجتيازها المتكرر يعلمهم أن لا وجود للحدود وأن الطموح لا يتوقف عند باب مغلق أو مطبة في الطريق، فاجتياز التحديات المتكرر يجعل الهمم العالية مستمرة في العطاء، تصحو كل يوم لتضيف إلى الإنسان وإلى العالم خطوة من تقدم، وأملاً لا ينضب في القلوب، وسعادة تنتشر في العالم، فنحن لا نخرج من قمة إلا إلى مؤتمر وإلى حملة إنسانية أو محفل فكري أو أدبي .. ولا نتوقف عن مهرجان حتى يأتي آخر من مجال لمجال .. ولتستمر مسيرة الارتقاء والتناغم قيادة وحكومة وشعباً على أرض الإمارات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل