لنوقف الخوف من التكنولوجيا

11 أبريل , 2015

لنوقف الخوف من التكنولوجيا

طلال سالم الصابري
ما زال البعض يلقي اللوم على المسافات والزحام في عدم إنجاز الأعمال، أو عدم الاجتماع أو حضور محفل ما، وما زال البعض يرى التكنولوجيا برؤية الملامة والخوف أحياناً، لأنه يهيّأ له أنها ستسلبه التواصل الاجتماعي، الذي يراه بصورة ما في ذهنه.
ولكن السؤال الذي يُطرح هنا: متى سنكف عن الانبهار بالتكنولوجيا والخوف منها بدل استخدامها الاستخدام الذي يتيح لنا التحرك في مساحات حقيقية، تمنحنا الكثير من الإنجاز في القليل من الوقت، كأن نجتمع من خلال البرامج المتوفرة والمتاحة للجميع عن بُعد، بدل الحضور وبدل إلغاء الاجتماعات لعدم اكتمال النصاب، أو أن نفتح قناة بث من خلال برامج البث عبر الهاتف النقال، الأمر الذي أصبح متاحاً للجميع دون الحاجة إلى محطة أرضية ومعدات باهظة الثمن.
كل ما علينا اليوم هو كسر حواجز الخوف والانطلاق بسهولة، فلا أرى مشكلة في أن يقيم شاعر أمسية شعرية من بيته، دون الحاجة إلى الذهاب إلى القاعة الفلانية، وأن يحضر هذه الأمسية جمهور من كل أنحاء العالم، ثم تسجل وتبث في قناة على اليوتيوب، فيبقى أثرها على مر السنوات، كل ذلك متاح الآن بفضل التكنولوجيا، لكن العقول التي لا تنتمي للتغيير والتطوير لا يمكنها أن تفكر بهذه الحرية، ولا يمكنها تخيل مساحات الإبداع التي يمكننا أن نسهل بها حياتنا وإنجازنا بفضل هذه الوسائل المتاحة.
كل منا يملك القدرة اليوم على نشر الفكر الجيد والتأثير الإيجابي في أكثر من محيط، وكل منا يملك ـ إذا ملك الشجاعة ـ استخدام التكنولوجيا ليحقق كل ما يتمناه، ويحصل على العلم الذي يطمح إليه، ويرسم الطريق الذي يريد أن يسلكه، ويشرك معه الكثير ليكونوا معه في الكثير من اللحظات دون عناء الترحال ومشقة السفر.
كنا في السابق نحتاج أن نذهب إلى الصحيفة لنرسل مقالاتنا، اليوم نرسلها من الهاتف بعد أن نكتبها عليه، كنا نذهب للمصرف لنرسل الأموال، واليوم نرسلها من الهاتف، كنا نحتاج أن نقطع المسافات لنرى الأشخاص ونجتمع بهم، واليوم يمكننا ذلك بأسهل الطرق وأقلها تكلفة، وكل ما نحتاج إليه هو أن نستخدم
التكنولوجيا ونبدع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل