حلم الكتابة

19 مارس , 2016

حلم الكتابة

طلال سالم الصابري
يحلم كثيرون من الذين أعرفهم بالكتابة والتعبير للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إصدار كتاب، ولكنهم أيضاً لا يملكون القوة اللازمة والصبر الكافيين لتحقيق هذا المنجز.
إن الكتابة قبل أن تكون كتابة هي القراءة، فالذي لا يقرأ لا يمكنه أن يبدأ من الفراغ، إلا إذا أراد أن يكتب فراغاً كما هو الحال في الكثير من الكتب. فالطريق يبدأ بخطوة، نعم .. لكن الجادين وحدهم هم الذين يستمرون ويعملون عملاً حقيقياً على إثراء التجربة، وإثراء الإنسانية برؤية مختلفة للحياة تجعلها أفضل.
لا أسهل من طباعة كتاب في وقتنا الحاضر، ولكن طباعة كتاب يترك أثراً هو الأصعب، وصحيح أن الأمر متاح للجميع، لكن التغلب على النفس والرغبة الحقيقية وإيجاد الوقت والانضباط ليس بالأمر السهل. وإن قوة الإنسان الحقيقية كما قيل هي في توجيه فكره التوجيه الصحيح الذي يصل به إلى الأهداف التي يريدها، وكثير من الكتاب والشعراء والأدباء كانوا في هذا المجال لأهداف لم يجدوها فيه وقرروا الانسحاب والتفرغ لأشياء أخرى كالوظائف وإدارة الأعمال وغيرها.
وتبقى الكتابة هي الحلم الذي يحلم به حتى الكاتب المحترف، فهو مرتبط جداً بالتفرغ للقراءة والكتابة والتأمل، وترك أعباء الحياة التي لا تنتهي، والخروج من عمل ما لا يحب إلى عمل أقرب لذاته، وأقرب إلى الإبداع .. الأمر الذي لم ير النور بعد في عالمنا العربي في قصور الاحتراف والتسويق الحقيقي، وفي خضم عدم اعتبار الكاتب ثروة وطنية تتصل بالهوية الوطنية على غرار أي هوية أخرى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل