صف واحد وبيت واحد

12 سبتمبر , 2015

صف واحد وبيت واحد

طلال سالم الصابري
رحم الله الشهداء الذين علمونا درساً في التلاحم والتضحية، علمونا معنى أن يكون في القيادة من يشعرون بنا ويهمهم ما يهمنا وما يمضي في مصلحتنا وفي طريق رخائنا مهما كان صعباً.
لم يكن غريباً على أهل الإمارات هذا التلاحم قيادة وشعباً ولم يكن غريباً أن تتوحد المشاعر وتجعل هذا الشعب أكثر إيماناً بالطريق الذي يرسمه القائد والثقة التي تمكن الجميع من السير بخطى ثابتة في كل المجالات بلا تردد ليبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوطن، وأن ترى الإيمان يتجلى في الكبير والصغير وأن تؤلف القضية القلوب في اتجاه واحد في سبيل الحق وتقرير مستقبل المنطقة وقراءة الحاضر بواقعية، والتحرك في الاتجاه الذي به يكون رخاء الشعوب.
إن الدروس التي رأيناها في عيون أمهات الشهداء وأهاليهم وأقوالهم ونبرات أصواتهم أكبر من الإعلام، فالصدق كان هو المحرك الأول لمشاعرنا تجاه كل شيء، وإن العزاء لم يكن فقط في أسر الشهداء بل كان في كل بيت وفي كل قلب.. كما أنه عزز بشكل آخر مكانة النصر القريب الذي سيكتمل بهذا البذل الذي لم يكن إلا لينظم الصفوف ويرسم الطريق بخطى أكثر ثباتاً.
لم يمر وطننا الغالي بما مر به هذه الأيام، ولكن ما مر بنا لا يزيدنا إلا إيماناً بالمسيرة وبرؤى زايد رحمه الله، وبنظرة ورؤى القيادة التي شعرنا بها في بيوتنا وبين أهالينا، قريبة كل القرب، تعاني ما نعاني وتحب ما نحب، وإن هذه المحبة الصادقة بلا حدود تمتد في أرواحنا لنفديك بالأرواح يا وطن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل