استنساخ النجاح

استنساخ النجاح

طلال سالم الصابري
هل من الممكن يا ترى استنساخ النجاح؟ وهل هنالك إجابة واحدة لمن يريد التغيير؟
في حوار كنا نحاول الإجابة عن هذين السؤالين ولم نجد إجابة واضحة قاطعة، فرغم كل ما كتب حول النجاح وإمكانية التغيير والخروج من حالة لأخرى، وتحقيق الكثير، يبقى السؤال غير مكتمل الإجابة لأسباب كثيرة، منها أن الذين ينظرون للنجاح يحاولون بيع وجبات سريعة لمن يشعرون أنهم في فشل كبير، وأنهم في حاجة لمن ينتشلهم من ذلك، وبالتالي فهم يحاولون تحفيز هؤلاء المحتاجين دون جدوى ببيعهم أملاً يقتاتون به، ولا يجدون طريقهم لأن المرحلة الصعبة هي التغيير الداخلي والتقبل الحقيقي لهذا الأمر.
وهنا تبدأ الرحلة الحقيقية، رحلة العمل الشاق بين الفكر والعاطفة في حرب مستمرة في تطور الإدراك والرقي الإنساني، والكثير من الناس لا يستطيعون خوض هذا العراك، بل إنهم لا يؤمنون أنه قد يؤدي بهم إلى تحقيق النجاح، ويعتمد البعض على حدوث صدمة ما أو صدفة ما ليتغير أو يؤمن أنه يستطيع ذلك.
ولو فرضنا أن المحاضرين الذين يقتاتون بالمحاضرات يستطيعون إظهار ذلك أو مصارحة الباحثين عن الأمل ما وجدوا رواجاً لما يبيعون، ولكنهم يلقون اللوم دائماً على المتلقي بأن عليه العمل أكثر دون حتى إرشاده إلى الطريق الحقيقي.
وإذا فكرنا في الأمر أو في مقولة مفادها أنك إذا أردت النجاح فعليك أن تعمل ما يعمله الناجحون، قد تكون هذه العبارة صحيحة في جزء بسيط، لكن الحقيقة تكمن في أنك ستكون نسخة من هذا الشخص، تفكر كما يفكر، وتشعر كما يشعر، وتنفذ كما ينفذ.. الأمر الذي أراه صعباً جداً، ولكن الأسهل هو أن تأخذ جزءاً ثم تخلق معادلتك الخاصة للنجاح والتي لا يمكن لأحد استنساخها حتى يكون أنت.
وهنا السر الذي لا يمكن الحصول عليه بسهولة من خلال المحاضرة أو الكتاب، وهو العمل الجاد والإصرار والانضباط وتوجيه الطاقة والسعي، وحين تصل إليه لا تستطيع تفسيره أو شرحه للآخرين بسهولة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل