الترويج للإرهاب

الترويج للإرهاب

طلال سالم الصابري
ألا نسأل أنفسنا عن سبب انتشار الأخبار السيئة وسرعة انتشارها في الأوساط المختلفة، ونحن نسمع بها ونشاهدها حتى إن لم نكن نتابع القنوات الإخبارية بشتى أنواع بثها.
لقد اختلط الحابل بالنابل، فلم تعد الأخبار اليوم تتبع المؤسسات الرسمية ولم تعد كسابق عهدها موجهة ومنقحة ومنقاة تخدم الصالح العام، فالكل أصبح قناة إخبارية، ورب تغريدة تويترية تصل إلى الملايين من شخص عادي يريد أن يبث فكرة بغض النظر عن هدفه من ورائها، الأمر الذي لم يكن ممكناً حتى مع صحيفة رسمية أقصى ما تطبعه من نسخ لا يتعدى عشرات الآلاف.
كل هذا يدعونا للتأمل في أننا اليوم أسهمنا في نشر الأخبار جيدها وسيئها، وأن بعضنا أصبح يخدم مصالح الإرهاب حين ينشر مقطعاً مصوراً من قبل منظمة لا يعلم خلفيتها أو نيتها من وراء نشرها هذا المقطع، الأمر الذي جعلنا نُستغل من قبل هذه المنظمات بمشاعرنا التي نُضربُ بها حين نُستفز، وننشر الرعب بيننا بسذاجة تجعلنا مروجين بجدارة لهذه المنظمة أو تلك.
إننا رغم السنوات لم ندرك بعد خطورة الانفتاح علينا ولم ندرك مدى تأثيره على أبنائنا، الأمر الذي يجعلنا ننشر كل ما نتلقى من خلال مجموعات واتس آب، وأن نعطي هذه الأمور أهمية قصوى في حياتنا حتى إن لم تكن تمس حياتنا المباشرة. لقد أصبحت مشاعرنا وتأثرنا بالأحداث في مهب الريح، ما يجعلنا في احتياج لأن نقف مع أنفسنا لنعيد النظر ونثقف أنفسنا في مسائل الإشاعات ونشر صور الجرائم التي نستنكرها ولكننا نسهم في نشرها بشكل آخر دون أن ندري.
إن أفضل ما يمكن فعله في هذه الحالات هو أن تتوقف الرسالة عندك عزيز القارئ، فتكون أنت أول من يتعامل مع نشر هذه الأخبار بوقفها وعدم التحدث عنها، لأننا بذلك سنوقف نشر السلبية في العالم، ونترك الفرصة لمن هو في محك القرار أن يتخذ القرار المناسب في التعامل مع هذه الهجمات الإرهابية التي تشكل لنفسها إعلاماً يقتات من مشاعرنا وتعاطفنا الزائد، رغم إدراكنا أننا لا نضيف شيئاً بنشر هذه الأشياء .. ولتكن أنت النقطة التي يتوقف عندها الشر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل