الهروب منك إليك

22 أغسطس , 2015

الهروب منك إليك

طلال سالم الصابري
كم مرة تكدست عليك الضغوط؟ كم مرة شعرت بأنك تريد الهروب من روتين الحياة، فتختار السفر أو تغيير الوظيفة، أو تختار أن تنطلق في الأرض بغير وجهة لتكتشف عالماً جديداً؟ وكم مرة في المحاولة لا تنجح المحاولة؟
هل فكرت في أسباب عدم نجاح الهروب معك في كل مرة، حتى إجازات الهروب لا تجدي لأنك في النهاية أنت تواجه نفسك، في كل مرة تحاول فيها الهروب تواجه أفكارك عن الحياة عن العمل عن الإجازة عن كل شيء، ووحدك تحاول تغيير الطريق أو الطريق، وتنسى أن تتغير أنت بتغيير أفكارك، تنسى أن طريقة التفكير تعود بك من جديد إليك إلى تناولك الحياة، فتجد نفسك في الدائرة الأولى.
إن المخرج الوحيد من هذا الهروب هو أن تكون في اللحظة، فتراقب أفكارك التي تعود بك، تراقب الأسباب وتتقبلها، وتبدأ بفهم نفسك من جديد، ولا بأس إن كان لديك صديق صادق كالمرآة لا يلقي باللائمة عليك، يتقبلك كما أنت، فيواجهك بحقيقة هروبك، فتحاول معه استنتاج الأسباب الحقيقية التي تؤدي بك إلى الهروب للبحث عن السعادة خارج قلبك، وخارج ما تملك في دوائر أخرى لا تصل بك إلى شيء.
إن جمال الحياة في هذه التجارب التي تعيد فيها اكتشاف ذاتك، ولا تأتي هذه اللحظات بالهروب منها، إنما بمواجهتها التي تصعب على الكثيرين، وذلك لارتباط هذه المواجهة بالكثير من المشاعر والخبرات السابقة التي يحتاج الإنسان إلى تغييرها في داخله قبل تغيير المكان والعمل والأصدقاء، ولكم أن تتفكروا في ذلك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل