رسالة سلام

20 يونيو , 2015

رسالة سلام

طلال سالم الصابري
كلما أمعنا النظر فيما يدور حولنا من اختلافات وتيارات مختلفة ومن كتاب يقفون في صف ليصنفوا الآخرين وليبينوا أنهم على خطأ وأن الآخرين على صواب، وأن كل ما يدور في العالم من تضارب وتغيرات واضطرابات سببها الاختلاف الفكري والمصالح المختلفة، ندرك من ذلك كله أهمية ما تدعو إليه الديانات على اختلافها من العودة للإنسان في عمقه الحقيقي الداخلي، وأن كل ما يدور حولنا ليس إلا انعكاساً لرؤيتنا نحن لما يدور في هذه الدنيا الواسعة التي لو حاولنا استيعابها واستيعاب تغيرها الأخير لما استطعنا.
ولأدركنا أننا في خضم هذا الصخب نبحث عن البساطة والإنسانية التي تكاد لبساطتها أن تفلت من أيدينا وأن نبحث عنها في كل شيء فلا نجدها في كل ما نبحث عنه، ببساطة لأنها تكمن في داخلنا وتستتر في تغيير معتقداتنا عن الأشياء والحياة وتتلخص في تغيير الفكر للفكر الذي يرقى فيتقبل الآخر ليبني هذا التقبل في النفوس أجمعها، وأن بساطة العيش في هذا التقبل الذي يجعل الأرض تسعنا جميعاً.
إن الرقي الفكري الحقيقي هو صفاء النفوس وهو السلام الذي ننشره للعالم بديننا وثقافتنا وتراثنا ووحده الرسالة السامية التي نحتاج أن نبينها للعالم في مواسمنا ومعتقداتنا لتثبت نفسها حتى وإن لم نسوق لها، لأنها لا شك تسوق نفسها بنفسها لكنها تحتاج الكثير من الصدق الذي يبدأ بتغيير النفوس التي ستغير الأفعال والأقوال، وسترسخ عبر سنوات ما نطمح إليه من نشر رسالة السلام من دون تكلف وتزلف وتناقض إنما بالبساطة والصدق.
t.salem@alroeya.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل