يحسبونه سهلاً

30 يناير , 2016

يحسبونه سهلاً

طلال سالم الصابري
يظن الكثير من المبتدئين في عمل ما أنه سهل خصوصاً العمل الخاص، فعيون الناس مجبولة على رؤية ما تريد فقط وإلغاء ما لا تريد، فنحن حين نرى نجاح البعض نراه سهلاً، وقد نصفه بسهولة جداً كأن يقول أحدهم: فلان ترك وظيفته وحقق الملايين من خلال العقارات.
الشاهد في الأمر أن من يصف النجاح بهذه الطريقة ويراه بسذاجة ينسى أو يجهل أو يتجاهل التعب الحقيقي والمخاطرة خلف هذا النجاح، ولا يمكنه أن يتخيل الصعوبات والعوائق التي قد تعتري أي عمل مهما كانت بساطته، وكذلك الأمر في الأدب والكتابة والشهرة كأن ينجح كتاب لكاتب ما، فيستخف به الكثير من الكتاب الذين لم يصلوا إلى هذا النجاح، وقد يسندون ذلك إلى الحظ أو إلى عائلة هذا الكاتب أو منصبه.
ولا ننسى أيضاً أن تفسير النجاح ليس من شأننا أبداً لأن الإدراك الحقيقي وصل بنا إلى أن النجاح هو العمل والاستمرار والجهد، وأنه لا يوجد شخص على هذه الأرض يمكنه التنبؤ به، ولكن كل منا بإمكانه وضع الجهد والفكر والعمل والعاطفة للاستمرار، وتوقع الأفضل، والتعلم من الأخطاء البسيطة للوصول إلى الأهداف.
وأعيد هنا أن استسهال الأمور لا يأتي بنتائج وأن تكرار التجربة ليس بالأمر السهل، وأن الوقت قد يكون عاملاً مهماً في النجاح، والدليل أن الكثير من الأفكار الرائعة لم تنجح لأنها لم تأت في الوقت المناسب ولم تساندها الظروف المحيطة للنجاح.
في الختام، كونوا منصفين في التجارب فكثير من الفاشلين يحسبون النجاح سهلاً ولا يملكون المواظبة والاستمرار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل