من أوتي الحكمة

05 سبتمبر , 2015

من أوتي الحكمة

طلال سالم الصابري
لا تأتي الحكمة من فراغ ولكنها تراكم السنوات والخبرات وحصيلة للكثير من التجارب والفشل والكفاح في الحياة، وكم كانت الحكمة محط طلب من الجميع وكانت مقصداً يسافر إليه المسافرون للقاء الحكماء، فحكماء كل أمة عمادها هم لا يتأثرون بالأحداث عاطفياً غالباً ولكنهم يؤسسون لصناعة الأحداث، لا ينظرون لصغائر الأمور ولكنهم يرون عمقها والأثر الكبير وبعيد المدى لكل ما يحدث حولهم، ربما لأنهم يملكون الثقة الكبرى في الأسس التي لا تغيرها الأعوام مهما تطور العالم لأنها محفورة في الطبيعة البشرية وفي التأثير والتأثر والتعامل مع الأمور بشتى أزمنتها وأماكنها.
السؤال الذي يسكنني وأنا أكتب هذا المقال: من هم يا ترى حكماء زماننا هذا وكيف لا نسمع لهم صوتاً حتى إننا لم نعد نستمع لحكمة الآباء والذين هم أكبر منا، فقد سقطت للأسف في خضم التطور والحداثة هيبتهم ولم نعد نقيم لهم اليوم وزناً.
في هذا الزمن المختلط علينا بكل شيء نحتاج أن نعلي شأن الحكمة، نطلبها ونعمل بها نحتاج أن نسأل ونبحث عن الإجابات ولا نزعم معرفتنا بشيء، فكل يوم يمر علينا يشعرنا أننا لا نعلم إلا القليل، وأن الأمواج تتخبط لدى من لا يملك قلبه ومشاعره ويستطيع توجيه فكره في اتجاه يختاره ويدرك سبب اختياره له، وأننا اليوم نحاول أن نعيد الأمور إلى مكانها الطبيعي، ونستفيد أكثر من ثورة العلم لنشكل حكمتنا، ونؤمن بمن يملك هذه الحكمة التي تختصر علينا إعادة اكتشاف الأشياء، وتوفر علينا الوقت بالاستفادة بمنطقها بلا انتهاء في حياتنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل