هل تريد أن تكون صحافياً؟

طلال سالم الصابري

لا تحتاج الكثير لتصبح صحافياً، خصوصاً في الصحافة الثقافية، كل ما عليك هو أن تطبع بطاقة أعمال بأنك صحافي وأن تتسلل إلى ندوة ثقافية وتطلب ورقة من المنظمين حول النشاط، ولا يهم أن تعمل في الصحيفة ذاتها، فالكثير من الصحف تقبل كل من يأتيها بحكم أنهم مراسلون ويحصلون على مبلغ على الخبر، أو أن تعرف الصحافي نفسه وتشاركه ما يحصل عليه، ولا يهم إن لم تحضر النشاط أوأتيت متأخراً، فهنالك في المؤسسة من يهمه أن يكون المقال في الصحف ليراه المسؤولون، ولا يهم أن يكون لديك إلمام باللغة العربية فهنالك في الصحيفة من يدقق بعدك.
وقد تجد نفسك بعد فترة ناقداً تبدأ بوضع ما تظنه عن الأمسية ولا يهم إن لم يكن لك علم بالنقد، وقد تجد نفسك بعد فترة مقدماً في إحدى الأمسيات والندوات لأن القائمين على هذه المؤسسة وتلك قد يهمهم وجودك الدائم وتصويرك من خلال هاتفك وصورهم التي تضعها على الفيسبوك لأنها تسهم في نشر النشاط، هذا إضافة إلى أنك تزيد إلى الجمهور واحداً.
أنا لا أحاول فيما سبق إلا أن أبين حقيقة أن هنالك من استخدم هذا الأسلوب ولا يهم أن يكون لديك شهادة ما في الصحافة الثقافية، ولكن قد ينفعك أحياناً أن تكون قريباً بشكل أو بآخر من مسؤول في التحرير، وقد تجد نفسك بعد فترة كاتب مقال في القسم الثقافي في الصحيفة ذاتها وقد تتسلل لتجد وظيفة أو تكون مراسلاً لإحدى الجمعيات التي لا تعمل شيئاً لكنها تريد من يلمع صورها ويختلق أخباراً عن حضور مجلس الإدارة لأي شيء لا يهم ما هو ولكن الأهم الصور للشكليات والإعلام .. جرب ذلك وأخبرني ما يحصل معك.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

مدونة طلال سالم - شاعر و كاتب إماراتي