احترام الثقافة و المثقف ...

كانت الساعة تشير إلى الثالثة مساء يوم السبت فإذا بصديق يهاتفني و يقول بأنه سيقدم أمسيتي الساعة الثالثة!!! فاستغربت كثيراً لأني كنت أسمع أن لدي أمسية و لكن لم يكن هنالك خطاب رسمي يحدد الوقت و التاريخ و المكان ، المهم أخذت الموضوع بحسن النية و أتلفت رحلة الأطفال إلى الألعاب و اتجهت مسرعاً من دبي إلى البيت لأني أعلم أنني أحتاج أن أطبع بعض قصائدي الجديدة خارج المنزل و بقيت أعاني من سباق الزمن الذي كاد يودي بحياتي بسبب الزحمة و الاستعجال لأني أحاول دائماً أن أحترم أوقات الناس، على العموم وصلت متأخراً قليلا فإذا بالصديق يقول لي بأن الأمسية تأجلت إلى أجل غير مسمى، تمالكت نفسي و جمعت أوراق روحي و أسعفني جلوسي و التقائي مع بعض الأحباب، و كنت في نفس الوقت أعد للقاء آخر .

و بينما كنت بالأمس في اللقاء الآخر فإذا بالهاتف و إذا بالمتصل يقول أين أنت ؟ نبحث عنك لأننا قبل شهر طلبنا منك تقديم أمسية اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المهم لم أستطع أن اكتم هذه المرة و انفجرت .

و أفضل أن أطرح المسألة على شكل أسئلة و سأحاول أن أوصلها للمسؤول الذي لن يهتم أن يخرج من عاجيته و يقرأ قليلاً :

متى ستحترم هذه المؤسسة الثقافية المبدع و المثقف و الشاعر و المسرحي و الفنان و تعامله على أنه الأساس و اللبنةالتي يقوم عليها الحراك الثقافي؟

متى ستكرم هذه المؤسسة من يقدم عملاً بأكثر من الذي ينفق على الراقصة في الليلة الواحدة؟

إلى متى ستظل المؤسسة تحوى أنصاف المثقفين على كراسيها العتيقة و يديرون الحراك الثقافي على أسس أقل من الأسس الذوقية الإنسانية ؟

متى سيعلم السيد مدير الشؤون الثقافية في هذه المؤسسة أنه ليس مثقفاً و إنما موظف مسترزق من الثقافة يحاول أن يظهر أمام الكاميراً ليشاهد في الصحيفة في اليوم التالي؟

على العموم آسف على التجريح و لكنها أسئلة كانت في خاطري أبحث عن اجابتها و لكن أين يكمن الصدق في الثقافة و العطاء و الإنجاز ...........(  أشير إلى أن هناك مؤسسات تحترم نفسها و تقدر الناس سأذكرها بين الفينة و الأخرى)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل