مدخل الشعر و التمرد

.
.
.
.
كانت هذه البداية عندما وضع صديقي الشريط في السيارة و قال لي استمع للمرة الثانية بعد أن تجاهلت المرة الأولى و من هنا طلبت الشريط و أصبحت أستمع لنافذة الشعر و المختارات التي يقدمها أخي و صديقي الحميم عبد الله الهدية الشحي و لم تكن إلا أشهر و التقيت به في مسرح رأس الخيمة ليطلب مقابلتي في برنامجه في إذاعة رأس الخيمة و هنا سألت نفسي سؤالاً ماذا لدي لأقدمه؟ و فعلا قدمت ما كنت أخبئ من الخواطر و التي كانت على قصاصات متفرقة خبأتها منذ الصف الأول الإعدادي و هنا بدأت الرحلة مع التشجيع المطلق من عبد الله الهدية و الكتب و القراءة و الإصرار لأجد نفسي و بعد سنتين أصدر ديوان حتى تعود، و لم أكن بعد أدرك حجم مسؤولية أن تكون كاتباً للشعر، و لعلي أعد نفسي أكتب ما يدور بخاطري و لكنني أتساءل كيف لانسان أن يدرك موهبته في سن مبكر و يحاول تنميتها و صقلها لتصبح شغله الشاغل و كيف له أن يزرع في الطفل الثقة التي تمكنه من أن يجد ما يحب و يكرس حياته لذلك فضلاً عن أنظمة التعليم التي لا تمت إلى الحياة بصلة، و هنا نجد أن هنالك مفارقات و فجوات كبيرة تحرم المجتمع من إبداع مطلق تستطيع أن تحققه البشرية لو أنها تخلصت من أنظمة الدراسة التي شبهها أحد المدرسي بالأمس بالسجن الذي لايمكن للإبداع أن يولد بها إلا إذا تمرد. و من هنا نجد أن المؤسسة التي تدار بعقلية الموظف المطيع الخانع تفتقر الإبداع و تفتقر التطور و الإبتكار لأن المبدع يتخلص من الكثير من الرتابة المترسبة في المؤسسات و يحاول و يخطئ ليصيب و بين هذا وذاك تكون ثورة تجديد دورة الحياة في الثقافة و الأدب و الشعر و المؤسسة و كل مناحي الحياة المختلفة.
و نعود لنكرر "لن أعيش في جلباب أبي " و لكننا نفعل ذلك كل يوم .
.
.
.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل