مفهوم التغيير في الثقافة و الإعلام

في كل يوم نقرأ عن خبر جميل عن مؤسسة ثقافية أو اعلامية بأنها تتجه إلى التغيير و كسب المزيد من الزبائن و أن التركيز على شريحة المتلقين سيكون من خلال هذا التغيير أو الدورة البرامجية الجديدة أو النشاط الثقافي القادم، و الغريب في الأمر هو ضبابية أغلب المؤسسات الثقافية و الإعلامية من حيث الرؤية و التراكمية الثقافية التي تظهر من خلال ما نشاهده من روتين قاتل و رتابة في التقديم و العرض و المحتوى، و لعل ما نحتاج أن نغيره في أنفسنا هو مفهوم التغيير الذي يدعيه بعض المدراء الذين لم يتغيروا عن كراسيهم منذ أمد في المؤسسات الثقافية و الإعلامية لأن العقل الذي خلق المشكلة لا يستطيع أن يحلها كما قال آينشتاين المهم في الأمر هو أن التغيير يعني أن نأتي بشركة أجنبية و نستسلم و نطبق بالحرف الواحد ما تمليه هذا الشركة علينا و كأننا لم نكتسب خبرة تراكمية في مؤسساتنا الثقافية و كأن الشركة الأجنبية أخبر بثقافتنا و اعلامنا منا.

و من هذا المنطلق أسأل سؤالا واضحاً و بسيطاً ماذا نريد ؟ و كيف نريده ؟ و متى نريد أن نصل إليه؟ و ما هو الثمن الذي نريد أن ندفعه لهذا الهدف؟

هذه الأسئلة البسيطة عزيزي المدير المجدد المتجدد كفيلة لأن تضع خطة ثقافية اعلامية تحمل على الأقل هموم ولي الأمر و المثقف و الكاتب و الإعلامي إلى أبعد الحدود، و الصدق في السعي إلى هذا التوجه الذي قد يوضع في عبارة من سطرين قد يجعل الكل على صفحة واحدة أثناء العمل نحو أهداف واضحة لتشمل الخطة الثقافية و الإعلامية الشريحة الكبرى من المجتمع لا أن تكون خططة عددية أننا أقمنا 10 أنشطة و 10 برامج خلال كذا و كذا .. و الحديث يطول لأننا إذا أردنا أن نغير الثمار فعلينا أن نغير الجذور.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثلاثة أقدام من الذهب

صفحة المستقبل